الرضاعة العلاجية

(نظرية في الطب الوراثي للتطبيق)

المقدمة

إن القرآن العظيم كنز للعلوم والمعرفة ومَعين لا ينضب يهدي العلماء كلاً حسب اختصاصه الدقيق إلى أبحاث جديدة ويحقق في حالة توظيف إشاراته العلمية بصورة صحيحة (اذا احسن فهمها ودراستها بدقة) لخدمة المعرفة والتقدم العلمي في الحاضر والمستقبل وصولا لخير البشرية وسعادتها وتحقيقا لمبدأ الاستخلاف (التسخير) لها في الأرض كما جاء في القرآن الكريم. في قوله تعالى )أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً( لقمان /20

فكما أن القرآن الكريم يهدي الى العقيدة الصحيحة والى الشعائر الخالصة والشرائع القويمة فهو يهدي أيضاً الى كافة العلوم الإنسانية و الكونية في كافة تخصصاتها و يعطينا الخطوط العريضة و الإشارات الأساس في هذه العلوم . قال تعالى : )إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ( الإسراء/9

 وانطلاقا من ذلك فإننا سنذكر في هذا البحث مثالا لبعض المشروعات المقترحة للاستنباطات الطبية والعلمية من القرآن الكريم بخصوص تطبيق نظرية في الطب الوراثي في استعمال الرضاعة الطبيعية من غير الأم (الرضاعة المحرِّمة) كوسيلة لعلاج بعض الأمراض (الوراثية وغيرها):

  قال تعالى )حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالَاتُكُمْ وَبَنَاتُ الأَخِ وَبَنَاتُ الْأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمْ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ مِنْ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ وَرَبَائِبُكُمْ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسَائِكُمْ اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلَائِلُ أَبْنَائِكُمْ الَّذِينَ مِنْ أَصْلَابِكُمْ وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا (النساء/23.

وقال الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم: ( يحرم من الرضاعة ما يحرم من النسب)([1]) .

 إن هذه النصوص الشرعية تفتح مجالا واسعا لبحوث طبية تطبيقية جديدة في غاية الأهمية و الفائدة باستعمال الرضاعة الطبيعية من غير الأم خلال فترة الرضاعة خاصة في الأشهر الستة الأولى من عمر الطفل حيث بالأمكان اعتماده عليها فقط([2]).

وقد أباح الله عز وجل الرضاعة من غير الأم بقوله تعالى: ) وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَسْتَرْضِعُوا أَوْلَادَكُمْ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ البقرة/233. وقوله تعالى:  )وإِنْ تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَى(  الطلاق/6.

 إن قرابة الرضاعة سببها قد يكون في نظريتنا هو انتقال العوامل الوراثية والمناعية   (Genetic and Immunity Factors) من حليب الأم أو المرضعة  الى الطفل  الرضيع من خلال اختراقها لخلاياه واندماجها مع سلسلة الجينات عنده علما أن الجهاز المناعي عند الرضيع يتقبل الجينات الغريبة ( وهي أنوية الخلاياDNA) لأنه غير ناضج كذلك بالنسبة للجهاز الهضمي عنده فانه يساعد على اختراقها أيضاً حالهما مثل حال عدة أجهزة في الجسم لايتم نضجها إلا بعد أشهر وسنوات من الولادة([3]) .

وبالطبع إن ذلك يحتاج إلى تحقيق وتطبيق وأبحاث مستفيضة لمعرفة ذلك وفي حالة نجاحها فإنها ستحقق فتحاً طبياً كبيراً وفائدة عظيمة للبشرية وأما في حالة عدم نجاح هذه الطريقة العلاجية فلن يؤدي ذلك إلى حدوث أضرار ومضاعفات صحية ولكن يجب التنبيه الى ما ينشأ عن ذلك من احكام شرعية تحرّم التزاوج بين الذين رضعوا على ثدي واحد باعتبارهم إخوة من الرضاعة.

إن الحكمة من تحريم الزواج من الإخوة في الرضاعة (والله اعلم) أنه في حالة حصول اختراق أو تغيير جيني مناعي (في النظرية التي ذكرناها ) فإنه قد يؤدي ذلك إلى أن تستحث أو تضاف مواد ضعيفة او حساسة لا يظهر أثرها عند الرضيع ولكن لو تزوج أخته من الرضاعة مثلاً لظهرت الآثار السيئة في أولاده على نحو قريب من الآثار السيئة للزواج من المحارم من النسب !

إن الذي ينظر إلى الأمور نظرة سطحية لا يجد تشابها ظاهرا بين الرجل وبنت من أرضعته فيصيبه العجب كيف صاروا إخوة من تلك الرضعات ؟ علما أنه قد يوجد تشابه باطن له آثار كبيرة على الأجيال التالية فيما لو تزوج الرضيع أمه أو أخته من الرضاعة . وبعبارة أخرى إن عملية الاختراق الوراثي على تقدير وقوعها تكون محدودة أو انتقائية (Limited or Selective) لمواضع معينة من الجهاز الوراثي وليس لكل موضوع أو صفة ظاهرة. كما أن التشابه الباطن لا يلزم أن يحصل في كل أخ من الرضاعة بل يكفي حصوله في نسبة جيدة تقتضي الحكم بالتحريم كما هو الحال في التحريم بالزواج من المحارم.

 

 

 الرضاعة المحرِّمة : زمنها ومقدارها

عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تحرم المصة والمصتان" رواه البخاري و مسلم . وعن ام الفضل قالت دخل أعرابي على نبي الله صلى الله عليه وسلم وهو في بيتي فقال: يا نبي الله إني كانت لي امرأة فتزوجت عليها اخرى فزعمت امرأتي الاولى أنها أرضعت امرأتي الحدثى رضعة او رضعتين فقال نبي صلى الله عليه وسلم " لا تحرم الاملاجة والاملاجتان " رواه مسلم والاملاجة المصة او الارضاعة الواحدة وفي رواية " لا تحرم الرضعة أو الرضعتان أو المصة أو المصتان " رواه مسلم.

وعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان فيما انزل من القرآن عشر رضعات معلومات يحرمن ثم نسخن بخمس معلومات (رواه مسلم) . وهذا مما نسخت تلاوته ، فنقْلُ عائشة رضي الله عنها لمعناه ليس قرآناً ولكن له حكم الحديث الصحيح ، ولذلك عمل بهذا الحديث كثير من السلف والأئمة([4]) (خمس رضعات مشبعات).

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا رضاع إلا ما كان في الحولين " رواه الدارقطني وصحح إسناده ابن القيم في زاد المعاد ج/5 ص/554. وعن ام سلمة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا يحرم من الرضاع الا ما فتق الامعاء وكان قبل الفطام " رواه الترمذي وصححه وكذلك صححه الالباني في ارواء الغليل (ج/2 ص/221) وعبارة (فتق الامعاء) كناية عن مقدار الحليب (اللبن) فإنه من المقدار بحيث ينتشر او يملأ الامعاء الفارغة للرضيع المعتمد على الرضاعة ومنه الفتاق وهو الخميرة لأنه ينفخ العجين ويفتقه وأما عبارة "وكان قبل الفطام" فقد اختلف الفقهاء في حكمها فمذهب كثير من السلف يقتضي تفسير العبارة بوقت الفطام الأبعد وهو حولان فكل مقدار محرم من الرضاع في الحولين يؤدي عندهم التحريم سواء فطم الطفل خلال الحولين او لم يفطم وذهب عدد من كبار السلف الى انتهاء التحريم بحقيقة الفطام كما هو ظاهر الحديث فان فطم الطفل بعد سنة واحدة مثلا ثم رضع من امرأة أخرى في الحولين ولكن بعد زمن من فطامه لم يكن لهذا الرضاع بعد الفطام تأثير في التحريم (زاد المعاد لابن القيم ج/5 ص/577)

فلا بد من البحث عن اخوة الرضاعة وفي أي صفة هي؟ بحيث يصير الغريب (الأجنبي) قريبا!! بل ان خمس رضعات مشبعات في اقل من يوم أو يومين تقرب الغريب ويحرم بها ما يحرم من النسب . علما أن التبني بآثاره النفسية الكبيرة ليس له مفعول تلك الرضعات !! فلا بد أن يكون لتلك الرضعات مفعول عجيب ! وهذا ماسنبينه في هذا البحث .

وسنذكر أدناه بعضاً من التطبيقات الطبية الهامة والمفيدة لاستعمال الرضاعة المحرمة كعلاج لبعض الأمراض :-

أولاً:  في حالة زرع الأعضاء :

كزرع الكلية مثلاً حيث يفضل أن يكون المتبرع للمريض المصاب بالعجز الكلوي النهائي من القرابة الصلبيين خاصة من كان من الدرجة الأولى كالوالدين وأولادهم مثلاً حيث تكون نسبة التطابق النسيجي HLA-system)) بينهما 50)%) وبين الأخوة فتكون نسبة التطابق (25%) أما بين أولاد العمومه من الدرجة الأولى فهي (12.5%) . وفي حالة تعذر ذلك يفضل اختيار الأخوة من الرضاعة إن وجدوا قبل اللجوء إلى المتبرع الغريب (والذي تكون نسبة التطابق معه عادة 0%). والسبب في ذلك في نظريتنا أن الجينات(العوامل الوراثية)  والعوامل المناعية في إخوة الرضاعة قد تتشابه مع الجينات والعوامل المناعية من أخوة النسب ، حيث كلما كان التشابه (التطابق) النسيجي والمناعي بينهما أكثر كانت نسبة نجاح العملية اكبر وتقبل جسم المريض للكلية المزروعة (او العضو المزروع ) أفضل ويحتاج الى استعمال الأدوية المثبطة للجهاز المناعي(Immunosuppresion) بصورة أقل وقد لايحتاج اليها نهائياً في حالة وجود التطابق التام بينهما (100%) كما في حالة التوأمان المتشابهان (Identical twins).

ثانيا: في علاج بعض الأمراض الوراثية:

 وقد اكتشف الطب أنماطا متعددة لها ومن أحد أنواعها الأمراض أحادية التوريث (Single Gene Defects ) والتي تزيد على ثلاثة آلاف مرض وراثي تنتقل       من الوالدين أو أحدهما إلى الذرية عن طريق وجود عيب في موّرثه واحدة Abnormal Gene)) يتوارثها الأبناء عن الآباء حيث يكون جزء صغير جداً من الصبغي (الكروموسوم) مسؤول عن تصنيع بروتين معين (هورمون أو انزيم أو غيرهما) وبهذه الحالة يكون عدد الصبغيات (الكروموسومات) طبيعي ولايوجد زيادة او نقص فيها ولكن يوجد نقص او تغير في نوعية هذه الموروثات تؤدي الى حدوث هذه الأمراض التي تعد المورثة مسؤولة عن تصنيعها . وحيث أن لأغلب هذه الأمراض الوراثية توزيع جغرافي وعرقي معين ومنها مايكون ذات صفات متنحية(Recessive)  أي أن موروث المرض مغلوبة على امرها فهي لاتستطيع ان تعبر عن نفسها وتظهر المرض الا عندما توجد موّرثة مماثلة مقابلة لها تشد من أزرها عند كلا الوالدين  فيتفقان على اظهار المرض وبهذه الحالة يجب أن يكون كل من الوالدين اما حاملاً لموروثة المرض أو مصاباً به ومن أمثلة ذلك في بلادنا داء فقر الدم المنجلي Sickle cell Anemia) ) وفقر دم البحر المتوسط Thalassemia)).وفي بريطانيا يمثلها داء التكيس الليفي    (Cystic Fibrosis ) .

ومنها ما تكون ذات صفات غالبة (Dominant) بمعنى أن الموّرث المرضي على الصبغي يكون سائداً إن كان موجوداً في أحد الأبوين وفي هذه الحالة يكون حدوث المرض غالباً بغض النظر عن الموّرثة المقابلة لها فاذا كان احد الأبوين مصاباً فمن المحتمل أن يصاب نصف ابنائه بنفس المرض ومن امثلة ذلك مرض الاكياس المتعددة للكليتين لدى البالغين (Adult type of polycystic disease of Kidneys ) .

ثم ان هذه الموّرثات الممرضة (سواء كانت متغلبة او متنحية)  يمكن أن تكون على أحد الصبغيات (الكروسومات) الجسمية (Autosomal Chromosomes) أو تكون مرتبطة بالصبغي (الكروموسوم) الجنسي(X-Linked Chromosome)  كمرض الناعور (Hemophilia) الذي يؤدي لحدوث النزوف الناتجة عن نقص العامل السابع في الدم (Factor VII) المسئول عن احد مراحل عملية تخثر الدم .

وقد توصل الطب والعلم الحديثين من خلال استعمال التقنيات الحديثة من تشخيص هذه الأمراض الوراثية في خلال الحياة الجنينيه (في بطن الأم) فضلاً عن تشخيصها بعد الولادة .

وفي تشخيص حالة كهذة قبل الولادة اوبعدها مباشرة يمكن معالجتها في نظريتنا  من خلال إرضاع الطفل المصاب من مرضعة أخرى من غير أقاربه (أجنبية) تملك بنية سليمة وصحة جيدة (خالية من الأمراض الوراثية) نلحقه بها مباشرة بعد ولادته بدلاً من أمه التي تحمل الصفات الوراثية المرضية ،ولمدة لاتقل عن ستة أشهر. حيث نفترض أن الحليب من المرضعة الصحيحة سيزيح أو ينحي أو يتغلب على الصفة الوراثية المرضية التي إكتسبها من والديه وذلك من خلال اختراقه للجهاز المناعي والوراثي للرضيع وهو تطبيق لقوله تعالى:

)وَإِنْ تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَى ( الطلاق/6.

وقد قال المفسرون في تفسير هذه الآية:

1- قال الطبري:(ليستأجر للصبي مرضعة غير أمه البائنة منه ) ومثله قال بقية اهل التفسير.

2- وقال القرطبي: قوله تعالى)وَإِنْ تَعَاسَرْتُمْ (وإن تضايقتم وتشاكستم فليسترضع لولده غيرها، وهو خبر في معنى الأمر)([5]) أي لترضع .

3- وقال القاسمي : (اذا لابد من مرضعة اخرى بأجرة وهذه أشفق من الأم ،وكلمة أخرى اشارة الى امراءة ثانية وهي كلمة تدل على المغايرة مع وجود المماثلة أي اخرى من صنفها كما قال تعالى في الآيات التالية :(وآخر من شكله أزواج) ، (خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً ) ، ( لاتجعل مع الله الهاً آخر )([6]).

4- وقال الأشقر: (هو خطاب للأزواج والزوجات الذين وقع بينهم الفراق بالطلاق  في حالة وقوع خلاف بينهم في أجر الرضاع فأبى الزوج أن يعطي الأم الأجر الذي تريد وأبت الأم أن ترضعه إلا بما تريد من الأجر) فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَى( أي يستأجر مرضعة أخرى ترضع ولده) .([7])

والتعاسر هنا ليس بخصوصية اللفظ وإنما هو بعمومية المعنى فكل مشكل بين الزوجين عسرة ووجود مرض عضوي وراثي في الوالدين أو احدهما ينتقل إلى الأولاد سيكون أمراً عسرياً كما قال (الراغب) : (العسر نقيض اليسر والعسر استعمله القرآن لضيق النفقة واستعملة القرآن في كل أمر صعب كقولك يومُ عسرُ أي يوم يتصعب فيه الأمر والعسر عام يشمل كل مايضيق على الأنسان )([8])  . وهذه إشارة طبية دقيقة من كتاب الله تعالى تدفعنا للبحث والتقصي والتوصل إلى الطرق العملية الفطرية السليمة للعلاج بدلاً من الطرق المعقدة الباهضة الثمن غير مؤمونة النتائج كالعلاج بنقل الجينات((Gene Therapy أو زرع نخاع العظم (Bone Marrow Transplantion) أو باجراء عملية الاجهاض للتخلص من الجنين المصاب والتي تحمل بحد ذاتها مضاعفات طبية ناهيك عن حرمتها الشرعية !.

لقد كان العرب والقرشيون على وجه الخصوص أصحاب فطرة سليمة توصلوا من خلالها إلى زيادة الصفات الحميدة في المولود من خلال إختيار المرضعات السليمات لأولادهم وأعظم مثال على ذلك إرضاع حليمة السعدية لرسول الله صلى الله عليه وسلم حيث سئل مرة عن سر فصاحته فقال (أنا أعرَبكم : أنا من قريش، ولساني لسان بني سعد بن بكر)([9]). فاكتسب رسول الله صلى الله عليه وسلم فصاحة النطق وغيرها من الصفات الحميدة التي خص بها الله سبحانه وتعالى نبيه صلى الله عليه وسلم وراثةً وإرضاعاً ، إذ إن قبيلة بني سعد التي رضع فيها من اشهر قبائل العرب فصاحة وصحة وقد قال سيدنا علي ابن ابي طالب (رضي الله عنه وكرَّم الله وجهه) : (تخيروا للرضاع كما تخيروا للنكاح فإن الرضاع يغلب الطباع )([10]).

إن هذه الاية كما قلنا قد تحتمل هذا المعنى ولو انها نزلت بخصوص الخلاف بين الزوجين بعد الطلاق في امر الرضاعة لأنه كما قال الفقهاء والمفسرون أن الأحكام الفقهية لها عمومية اللفظ في التطبيق والقياس وليس بخصوص السبب الذي من أجله نزل الحكم أو الآية موضوعة البحث .

وهناك إستنباط أخر من قوله تعالى )فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَى( فيه إشارة إلى ضرورة الرضاعة الطبيعية من الأم او من غيرها خلال العامين الأولين من عمر الطفل لقوله تعالى  ) وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ( البقرة/ 233 وقوله تعالى أيضاً )وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ( لقمان/14 إشارة إلى أن سلامة الإنسان البدنية والنفسية لاتكتمل إلا بإتمام الرضاعة الإنسانية الطبيعية بعدم اللجوء إلى الرضاعة الصناعية وإلا عاش الإنسان طول حياته مهزوزاً كثير الأمراض إذ إن الأبحاث الحديثة أظهرت أن الجهاز المناعي والهضمي في الإنسان خلال العامين الأولين من عمر الرضيع يكونان غير مكتملين ويتعرضان للإختراق من تناول الأغذية ففي حالة إستعمال الحليب الصناعي أو البقري خلال هذه الفترة الحساسة سيؤدي الى الإصابة بامراض كثيرة في المستقبل مثلاً داء السكر من نوع الأول(Type I diabetes mellitus)  وكما ورد في كتاب الطب الباطني المشهور لدافدسون ما نصه باللغة الإنكليزية:-

(  It has been shown that childern who are given cow`s millk early in infancy are more likly to develop Type I diabetes mellitus than those who are breastfed  )[11].

ولكن لماذا يسبب حليب الأبقار هذا الضرر قبل العام الثاني بينما يزول الأثر السئ لحليب الأبقار بعد هذه المدة؟ ففي دراسة أجريت بفنلندا عام 1994 م منشورة في مجلة المناعة الذاتية([12]) . يقول المؤلفون : أن بروتين الأبقار يمر بحالته الطبيعية من الغشاء من خلال ممرات موجودة فيه . حيث أن إنزيمات الجهاز الهضمي لا تستطيع تكسير البروتين إلى أحماض أمينية ولذلك يدخل بروتين حليب الأبقار كبروتين مركب مما يحفز على تكوين أجسام مناعية داخل جسم الطفل .

ولما كان هذا المرض (داء السكر من النوع الأول) وبعضاً من الأمراض الأخرى كمرض التهاب الأمعاء والقولون المتقيح ومرض كرونز ( Ulcerative colitis, Crohns disease)    بأنها تكثر بين الأقرباء والذين لديهم نوع خاص من التركيبة الجينية- النسيجية (HLA- system ) والذين لديهم استعداد وراثي للإصابة بها عند البلوغ فإن حصولها عند الذين يتغذون على الحليب البقري في طفولتهم بنسبة اكثر مقارنة بالأطفال الذين يرضعون من امهاتهم طبيعياً دليل على اختراق مكونات الحليب البقري للمنظومة الجينية والمناعية للطفل الرضيع والتأثير عليها سلباً فانه من باب اولى (ومن مفهوم المخالفة) استعمال الرضاعة الطبيعية من غير الأم (الرضاعة المحرِِّمة ) كوسيلة علاجية لبعض الأمراض خاصة الوراثية منها للتأثير على المنظومة الجينية المناعية المعطوبة ولكن ايجابياً في هذه الحالة عن طريق اصلاحها او التقليل من تأثيرها السلبي ( المرضي ) كحد ادنى .

تقبل الجهاز الوراثي (الجيني) والمناعي للجينات الغريبة

من الأمور الثابتة طبيا آن الأجهزة الحيوية في جسم الإنسان أو بعضها على اقل تقدير غير متطور أو غير ناضج  في الطفل عند ولادته ويتكامل نضجها تدريجيا خلال اشهر أو سنوات ، ونذكر على سبيل المثال  أربع أمثلة معروفة

آ- الجهاز العصبي المركزي ونضجه البطيء خصوصاَ الفعاليات العقلية وبعض الفعاليات العصبية تنضج خلال اشهر ، وأخرى خلال سنوات

ب- الجهاز المناعي للجسم (Immune system ) فان فعالياته عند الولادة تختلف كثيراَ عن فعالياته عند الكبار يتضح هذا الاختلاف (أو عدم النضج) من دراسة الخلايا اللمفاوية وكذلك الجسيمات المضادة التي يمكن للرضيع تكوينها وهذه الحقيقة هي أحد الأسباب التي تقتضي تأخير تلقيح الطفل ضد الأمراض المعدية إلى اشهر بعد ولادته واهم من ذلك أن الجهاز المناعي قبل نضجه يمكن اختراقه أو تغير بعض عمله فقد ثبت في علم المناعة خصوصا في التجارب على الحيوانات أن تعرض الجهاز المناعي إلى مواد غريبة قبل نضجه يمكن أن يؤدي إلى تحمل تلك المواد وقبولها بدلا َمن رفضها .

ج- الجهاز الهضمي والنمو التدريجي في قدراته الهضمية وقدرة الطفل على الاعتماد على الغذاء الطبيعي للكبار. وتشير المراجع الحديثة إلى أن الأنزيمات والغشاء المبطن للجهاز الهضمي وحركية هذا الجهاز وديناميكية الهضم والامتصاص لا يكتمل عملها بصورة طبيعية في الأشهر الأولى بعد الولادة وتكتمل تدريجيا حتى نهاية العام الثاني([13]) .

د- الجهاز التناسلي وتأخر نضجه إلى سن البلوغ

ونذكر الان إلى أن الإنسان الغريب يصير قريباَ بالرضاعة وانه يحرم من الرضاعة ما يحرم من النسب !!!

فلو فرضنا أن الجهاز الوراثي (الجيني) ليس ناضجاَ عند الرضيع ولذلك يمكن اختراقه والتأثير فيه إما بأظهار بعض العوامل المكنونة فيه أو بإخفاء عوامل يمكن أن تظهر أو بإضافة عوامل ليست موجودة أصلا وقضية اختراق الجهاز الوراثي ليس بالأمر البعيد خصوصا بعد التجارب العلمية الحديثة في علم الجنيات وهندسته فيحتمل على هذا الافتراض انه يوجد في حليب المرضع (غير ألام) بعض المواد الغريبة التي يمكن ان تخترق الجهاز الوراثي للرضيع وتؤثر فيه ، خصوصا أن حليب ألام فيه أنواع البروتينات الفعالة ومنها على سبيل المثال الجسيمات المضادة ، كما أن عدم نضج الجهاز الهضمي عند الرضيع يساعد على عبور كثير من هذه المواد إلى الدم وغيره من أجهزة الجسم .

خطة العمل المستقبلية لتحقيق صحة النظرية علمياً

 إن استكمال البحث والتحقق من صحة هذه النظرية علميا يعتمد على تطبيقه سريريا وقياس المؤشرات المناعية والنسيجية والجينية (الخارطة الوراثية). وقد وضعنا خطة عمل لتحقيق ذلك وتتألف من شقين :

الأول : معرفة حصول التغيرات على الحالات الطبيعية :

 وذلك بفحص بعض المؤشرات المناعية والوراثية مثلا ًHLA-System & DNA Analysis في الأطفال أو الأشخاص (الأصحاء) الذين رضعوا من غير أمهاتهم لمدة لا تقل عن ستة اشهر من فترة الرضاعة بعد الولادة ، ومقارنتها مع مجموعتين من الأشخاص الأولى: إخوانهم أو أخواتهم الصلبيين(Biological Sibs ). والثانية:إخوانهم أو أخواتهم من الرضاعة وبيان أو اكتشاف وجود نقاط التشابه أو الاختلاف بين الشخص الذي رضع من غير امه (الرضاعة المحرمة ) مقارنة مع المجموعتين الآخرتين والأم المرضعة .

وقد اخترنا هذه المدة (6 أشهر) لأن الطفل يستطيع أن يعتمد في تغذيته على حليب أمه او مرضعته كلياً خلال هذه المدة دون اضافة لأي غذاء خارجي ، وذلك لتحديد سببية حصول التغيرات المناعية أو الوراثية الى حليب المرضعة (في حالة حدوثها )، وليس الى المواد الغذائية الخارجية المضافة لطعامه مع الرضاعة .

الثاني : معرفة حصول التغيرات على الحالات المرضية :

وذلك عن طريق معالجة الأطفال حديثي الولادة المصابين بأحد الأمراض الوراثية من نوع أحادية الجينات ( Single Gene Hereditary Diseases ) كفقر الدم المنجلي او مرض الثالاسيميا المشخصين قبل الولادة أو بعدها مباشرة وذلك بان نرضعه من غير امه لمدة ستة اشهر الأولى من عمره (على الأقل) على ان تكون المرضعة صحيحة البنية وغير مصابة بمرض،  ثم تفحص المؤشرات الوراثية  والمناعية والنسيجية لديه مثلاً HLA-System & DNA Analysis  لمعرفة حصول تغيرات عليها (قبل بدء مدة العلاج بالرضاعة المحرمة  وبعدها)

إن تحقيق هذه الأبحاث يتطلب فريق عمل متعدد التخصصات ونحن بعون الله تعالى نأمل بإكمالها بالتعاون مع المهتمين والمتخصصين بهذه العلوم والله الموفق للصواب إنه نعم المولى ونعم المعين والحمد لله رب العالمين .

الخلاصة

إن القرآن الكريم فضلاً عن كونه كتاب عقيدة وهداية ومنهاج حياة فإنه كذلك كنز للعلوم  يهدي العلماء كلاً حسب اختصاصه الدقيق الى ابحاث جديدة ويحقق في حالة توظيف اشاراته العلمية بصورة صحيحة خدمة للمعرفة والتقدم العلمي وصولاً لخير البشرية وسعادتها، قال تعالى : )إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ( الإسراء/9

وتطبيقاً لذلك فاننا نستطيع استعمال الرضاعة الطبيعية من غير الأم ( الرضاعة المحرِّمة ) كعلاج لبعض الأمراض استنباطاً من النصوص الآتية :

1-   قال تعالى: )حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالَاتُكُمْ وَبَنَاتُ الأَخِ وَبَنَاتُ الْأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمْ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ مِنْ الرَّضَاعَةِ ( النساء/23

2-         وقال الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم: ( يحرم من الرضاعة ما يحرم من النسب) رواه مسلم.

3-   وقال سيدنا علي بن ابي طالب (رضي الله عنه وكرَّم الله وجهه) : (تخيروا للرضاع كما تخيروا للنكاح فإن الرضاع يغلب الطباع ) .

أن قرابة الرضاعة سببها في نظريتنا هو انتقال العوامل الوراثية والمناعية (Genetic and Immunity Factors) من حليب الأم أو المرضعة  الى الطفل  الرضيع من خلال اختراقها لخلاياه واندماجها مع سلسلة الجينات عنده علما أن الجهاز المناعي عند الرضيع يتقبل الجينات الغريبة ( وهي أنوية الخلاياDNA) لأنه غير ناضج حاله مثل حال عدة أجهزة في الجسم لايتم نضجها الا بعد أشهر وسنوات من الولادة . وقد ثبت علمياً أن الأطفال الذين يتغذون على الحليب الصناعي او البقري يتعرضون للإصابة بأمراض كثيرة مقارنة بالأطفال الذين يرضعون من امهاتهم مثلاً داء السكر من نوع الأول والتهاب  والقولون المتقيح ومرض كرونز والتي تكثر عادة بين الأقرباء الذين لديهم نوع خاص من التركيبة الجينية- النسيجية (HLA- system ) . فإن حصولها عند الذين يتغذون على الحليب ألبقري في طفولتهم بنسبة اكثر دليل على اختراق  مكونات الحليب البقري للمنظومة الجينية والمناعية للطفل الرضيع والتأثير عليها سلباً . فانه والحالة هذه نستطيع استعمال الرضاعة الطبيعية من غير الأم كوسيلة علاجية لبعض الأمراض للتأثير على المنظومة الجينية المناعية المعطوبة ولكن ايجابياً في هذه الحالة عن طريق اصلاحها او التقليل من تأثيرها السلبي ( المرضي ) كحد ادنى. وسنذكر أدناه بعضاً من التطبيقات العلاجية الهامة والمفيدة لهذه النظرية :-

أولاً:  في حالة زرع الأعضاء : كزرع الكليه مثلاً حيث يفضل أن يكون المتبرع للمريض المصاب بالعجز الكلوي النهائي من القرابة الصُلبيين (خاصة من الدرجة الأولى). وفي حالة تعذر ذلك يفضل اختيار الأخوة من الرضاعة إن وجدوا قبل اللجوء إلى المتبرع الغريب .

ثانيا: في علاج بعض الأمراض الوراثية : والتي اكتشف الطب أن انواعها تزيد على ثلاثة الآف مرض وراثي تنتقل من الوالدين أو أحدهما إلى الذرية عن طريق وجود عيب في موّرثه واحدة Abnormal Gene)) يتوارثها الابناء عن الاباء . وقد توصل الطب من خلال استعمال التقنيات الحديثة من تشخيص هذه الأمراض الوراثية في خلال الحياة الجنينيه (في بطن الأم) فضلاً عن تشخيصها بعد الولادة . وفي تشخيص حالة كهذة قبل الولادة يمكن معالجتها من خلال إرضاع الطفل المصاب من مرضعة أخرى من غير أقاربه تملك بنية سليمة وصحة جيدة نلحقه بها مباشرة بعد ولادته بدلاً من أمه في الستة أشهر الأولى من عمره على الأقل (يستطيع الطفل خلالها الاعتماد على الرضاعة الطبيعية فقط) ، حيث نفترض أن الحليب من المرضعة الصحيحة سيزيح أو ينحي أو يتغلب على الصفة الوراثية المرضية التي إكتسبها من والديه وذلك من خلال اختراقه للجهاز المناعي والوراثي للرضيع وهو تطبيق لقوله تعالى: )وَإِنْ تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَى ( الطلاق/6. وقد قال المفسرون في تفسير هذه الآية:(ليستأجر للطفل مرضعة غير أمه البائنة منه في حالة وقوع الخلاف بينهما في اجر الرضاع ) .

والتعاسر هنا ليس بخصوص اللفظ وإنما هو بعمومية السبب ، كما قال الراغب الأصفهاني: (العسر نقيض اليسر والعسر استعمله القرآن لضيق النفقة واستعملة القرآن في كل أمر صعب كقولك يومُ عسرُ أي يوم يتصعب فيه الأمر والعسر عام يشمل كل مايضيق على الأنسان). فكل مشكل بين الزوجين عسرة ووجود مرض عضوي وراثي في الوالدين أو احدهما ينتقل إلى الأولاد سيكون أمراً عسرياً . وهذه إشارة طبية دقيقة من كتاب الله تعالى تدفعنا إلى استعمال الطرق العملية الفطرية السليمة للعلاج (كالرضاعة الطبيعية) بدلاً من الطرق المعقدة الباهضة الثمن غير مؤمونة النتائج كالعلاج بنقل الجينات((GeneTherapy أو زرع نخاع العظم (Bone Marrow Transplantion) أو باجراء عملية الاجهاض للتخلص من الجنين المصاب (كما يحدث في بلاد الغرب) والتي تحمل بحد ذاتها مضاعفات طبية ناهيك عن حرمتها الشرعية !.

وبالطبع فإن تطبيق هذه الطريقة العلاجية (الرضاعة المحرِّمة) تحتاج إلى تحقيق وأبحاث مستفيضة لمعرفة ذلك وفي حالة نجاحها فإنها ستحقق فتحاً طبياً كبيراً وفائدةً عظيمةً للبشرية ومستقبلاً واعداً لها.

 

                                                                                                                         الدكتور محمد جميل الحبال

طبيب إستشاري وباحث في الإعجاز الطبي والعلمي

في القرآن الكريم والسنة المطهرة.

الموصل /العراق

   Dr. Mohammed Jamil Al-Habbal

E-MAIL: alhabbal45@yahoo.com

اهم المصادر والمراجع الأخرى

 

1.        كتب الاحاديث الصحاح والسنن ـ برنامج الحديث النبوي (قرص ليزري مدمج)

2.        الجامع لاحكام القران – تفسير القرطبي – دار الكتب العلمية / بيروت 1988

3.    الموسوعة الفقهية ـ   وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية في الكويت , الطبعة الاولى    (1410هـ   / 1990  م) مطبعة الموسوعة الفقهية( ج/22 ص 238 ـ 256 ) فصل (مادة الرضاعة)

4.   انحسار الرضاعة خسارة مناعية – د.  محمد علي البار، مجلة الاعجاز العلمي – العدد العاشر / رجب 1422, ص22 ـ  25 , هيئة الاعجاز العلمي في القران والسنة , مكة المكرمة .

5.   الرضاعة الطبيعية في القرآن الكريم والسنة النبوية - للدكتور حسين محبس الحصناوي  مجلة الطفولة والامومة  العدد الثاني / كانون الاول 2002– ص 11 , دائرة صحة كربلاء-مستشفى الهندية العام.

6.     الرضاعة الطبيعية في الاسلام ـ للاستاذ الدكتور إحسان دوغره مجي / مجلة الطب الاسلامي ـ العدد الثالث - الابحاث واعمال المؤتمر العالمي الثالث عن الطب الاسلامي (الكويت 28 ايلول / 2 اكتوبر 1984 ) ص 411 ـ 422  .

7.     حليب الانسان وخلائط الرضع - تعريب الدكتور عبد الخالق قادر خورتيه، وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ـ جامعة  صلاح الدين ,  مطابع التعليم العالي في الموصل ـ 1989

8.   دور بعض مكونات حليب الام في مقاومة الاطفال للاصابات الجرثومية ـ رسالة ماجستير / ضحى جاسم الصوفي / جامعة الموصل  / كلية العلوم ـ 1997

9.     صناعة الجوع - تأليف فرانسيس مور لايب وجوزيف كولنز ,  ترجمة احمد حسان ـ سلسلة كتاب عالم المعرفة ,  مطابع الرسالة ـ الكويت 1983 .

10. الطب في القرآن /  فوائد الرضاعة الطبيعية ونظرية في الطب الوراثي ـ الدكتور محمد جميل الحبال و الدكتور وميض العمري - ص 87 ـ92   دار النفائس / بيروت 1997.

11. ملف الرضاعة الطبيعية – مجلة آفاق طبية , السنة الثالثة،عدد/ كانون الثاني 2002م. دائرة صحة نينوى , وزارة الصحة.

12. حكمة تحديد مدة الرضاعة بحولين كاملين من منظور علمي – أ.د مجاهد محمد أبو المجد-مجلة الإعجاز العلمي- ص7-9 ،العدد الرابع (محرم 1420هـ- مايو 1999م).

13.  العلاج بالمورثات مستقبل واعد للبشرية- أ.د سالم نجم - مجلة الإعجاز العلمي- ص56- 60،العدد الرابع (محرم 1420هـ- مايو 1999م).

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

السـيرة الذاتـيـة

        ·           الاسـم  :  محمد جميل عبد الستار الحبال.

        ·          الـولادة  : 1945م ، الموصل ، العراق.

        ·          التـخصص: الطب الباطني وأمراض الكلى.

        ·           اللقب العلمي : طبيب استشاري

        ·          الشـهـادات:

v  بكالوريوس في الطب والجراحة ، جامعة الموصل (1967م)

M.B,Ch.B (Mosul)

v             دبلوم عالي في الطب الباطني ، جامعة بغداد (1974م)

(Baghdad)   D.M

v     عضو كليات الاطباء الملكية البريطانية (1978م) M.R.C.P    (UK)   

v     زميل الكلية الطبية الملكية في أدنبرة (1992م) F.R.C.P   (Edin)    

v     زميل الكلية الطبية الملكية في لندن (1993م)F.R.C.P (London)   المشاركات العلمية :

v      التدريس والمشاركة في الإمتحانات النهائية في كليات الطب في جامعة الموصل واربيل وصلاح الدين.

v   المشاركة في تدريس طلبة الدراسات العليا في الطب الباطني للبورد العراقي والعربي .

v  الإشراف ومناقشة  اطروحات طلبة الدراسات العليا و البورد العراقي في امراض الكلى .

v حضور وتقديم الأبحاث في اكثر من خمسين مؤتمرا قطريا وعربيا وعالميا في العلوم الطبية والإسلامية ( كباحث في الاعجاز الطبي والعلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة ) .

        ·          المـؤلـفـات:

                         1. الطب في القرآن.

                         2. العلوم في القرآن .

                         3.  العلوم المعاصرة في خدمة الداعية الإسلامي (مطابقة الحقائق العلمية للآيات القرآنية).

                         4. المنظومة السباعية في القرآن وتطبيقاتها في الكون والإنسان (تحت الطبع).

                         5. أكثر من خمسين بحثاً منشوراً باللغتين العربية والإنجليزية في المجلات العراقية والعربية والعالمية.

6. إعداد وتقديم حلقات تلفزيونية حول (القرآن والعلم والطب) في تلفزيون بغداد وتلفزيون وإذاعة نينوى والقناة الفضائية العراقية و قناة الشارقة الفضائية.

        ·          الجـمـعـيـات:

v             عضو الجمعية الطبية العراقية.

v             عضو الجمعية العربية لأمراض وزرع الكلى.

v             عضو الجمعية الأوربية لأمراض وزرع الكلى.

v          عضو الهيئة التأسيسية ونائب رئيس الجمعية الطبية الإسلامية في العراق.

v             عضو رابطة العلماء في العراق فرع الموصل.

v              رئيس جمعية الموصل الخيرية .

        ·          عنوان المراسلة ورقم الهاتف :

ص.ب : 4082 الموصل / العراق

E-mail: alhabbal45@yahoo.com

المسكن :612223  العيادة : 771089   ثريا : 21803683

 


 

[1] - رواه مسلم من حديث عائشة وابن عباس (رضي الله عنهم) .

[2] - Dewey,KG.(Nutrition,growth and complementary feeding of the breastfed infant)                   

Pediartric Clin-North.Am.2001 Feb 1998(1):87-104

[3] - لزيادة التفاصيل أنظر كتابنا (الطب في القرآن) المبحث السادس عن (الرضاعة المحرمّة ونظرية في الطب الوراثي) ص93-100 دار النفائس – بيروت (1997م ) محمد جميل الحبّال و وميض العمري .

[4] - انظر التفصيل في (زاد المعاد) لابن القيم جـ5، ص570-574.

[5]-محمد بن احمد الانصاري القرطبي/ الجامع لأحكام القرآن-18 /169- دار الكتاب العربي /القاهرة ( 1967م) .

[6]- محمد جمال الدين القاسمي / محاسم التأويل /دار الكتب العلمية / طهران /ط2 / (1422هـ / 2002م) .

[7]-محمد سليمان الأشقر /زبدة التفسير من فتح القدير / ص749 ط2. وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في الكويت (1988م).

[8]- الراغب الاصفهاني / مفردات الفاظ القرآن الكريم للراغب الاصفهاني / الدار الشامية /ط1 / بيروت(1412 هـ - 1992م) .

-[9] السيوطي / الجامع الصغير /  حديث صحيح 2696/ ص 413/ دار الفكر/ ج1 /ط1/ بيروت. (1981م)

-[10]  الحر العاملي /الوسائل – 15/188- داراحياء التراث العربي – بيروت (بدون سنة) .

[11]- كتاب دافدسون في الطب الباطني

  Davidson`s principles & practice in Medicine P473  18th Edition (1999)

 Churchill livingstone U.K

[12] - Autommunity (1994) 23 : 156-74 .

[13] - Lucas et ; (1992) Lancet 59722-730 .