بسم الله الرحمن الرحيم

 

البعث والنشور في الكتاب المسطور والعلم المنظور

قال تعالى :

" وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ , قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ"  [ يس: 78-79] .

              صدق الله  العظيم

أساسيات البحث :

1- بداية خلق الانسان - الظلمات الثلاث :

 يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِن بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ

[ الزمر: 6]

 

2 - عجب الذنب .. مركز  التخليق واعادة التركيب :

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال:

" كل ابن آدم يأكله التراب إلا عجب الذنب منه خلق وفيه يركب "

 أخرجه البخاري والنسائي وأبو داود وابن ماجه وأحمد في المسند ومالك في الموطأ

 

3- عبارة )يَا بَنِي آدَمَ( تكرر ذكرها في القرآن الكريم سبع مرات :

 

1- يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ [الاعراف :26]

2- يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ   

    [الاعراف :27]

3-    يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ

    [ الاعراف : 31 ] .

4- يَا بَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ [ الاعراف : 35 ] .

5- وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ [ الاعراف : 172]

6- وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً [ الاسراء : 70 ]

7-    أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ  [ يس : 60 ]

 

4- كلمة (الْبَعْثِ) تكررت في القران ثلاث مرات و (يَوْمِ الْبَعْثِ) مرتان في نفس الآية :

1-  يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاء إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّى وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ , ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ

[ الحج : 5-6 ]

2-    وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ فَهَذَا يَوْمُ الْبَعْثِ وَلَكِنَّكُمْ كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ [ الروم : 56 ]

3-    وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ فَهَذَا يَوْمُ الْبَعْثِ وَلَكِنَّكُمْ كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ [ الروم : 56 ]

 

5- كلمة (النُّشُورُ) تكررت في القران ثلاث مرات:

 

1-    وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا كَذَلِكَ النُّشُورُ [ فاطر:9].

2-    هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ [الملك:15] .   

3-  وَاتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً لَّا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلَا يَمْلِكُونَ لِأَنفُسِهِمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَلَا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلَا حَيَاةً وَلَا نُشُورًا [ الفرقان: 3] .

 

6ـ علم الاجنة :

 

إن الطبقات الاساسية والاولية الثلاث لتكوين الانسجة والاعضاء المختلفة للجسد في بداية تكوين الجنين من خلال الشريط الاولي  Primitive Streak هي:

1-     الطبقة الداخلية (الاندودرم)     Endoderm .

2-     الطبقة الوسطى (الميزودرم)   Mesoderm.

3-     الطبقة الخارجية (الاكتودرم)   Ectoderm .

 

7- الورم العصعصي المتعدد الانسجة Sacrococcygeal teratoma

 

ان منشأ العصعص (عجب الذنب) هو ما تبقى من خلايا الشريط الاولي (العقدة الاولية) Primitive Node والورم الذي ينشأ منه يحتوي عادة على خلايا من مختلف الانسجة Teratoma  ويسمى  ايضا بالجنين المشوه! وفي ذلك دليل على قدرة هذا الجزء لتكوين مختلف انسجة وأعضاء الجسم مستقبلا لاحتوائه على خلايا جذعية كاملة القدرة Pluripotent Stem Cells  .  

 

المقدمة :  

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ... وبعد!

فقد اكد الله عز وجل في القران الكريم , والمصطفى صلى الله عليه وسلم في الحديث النبوي الشريف - على ركن الايمان باليوم الاخر والبعث والنشور يوم القيامة تأكيدا كثيرا! وذلك بعد التاكيد على ركن الايمان الاول - الايمان بالله سبحانه وتعالى وحده لاشريك له )توحيد الربوبية الالوهية). حيث ان المشركين في جزيرة العرب عند نزول القران كانوا لا ينكرون وجود الله عز وجل وانه خالقهم وخالق السماوات والأرض كما ورد ذلك واضحا في قوله سبحانه وتعالى :

(وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ) [الزخرف : 87 ]

وقوله تعالى:

(وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ) [ لقمان : 25 ]   

 وبالرغم من اعترافهم بوجوده سبحانه وتعالى   فإنهم كانوا يشركون معه في عبادتهم آلهة أُخرى ليقربوهم إليه كما يزعمون .كما قال تعالى :

(أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ )[الزمر:3]  

 والامر المهم ان المشركين  كانوا لا يؤمنون قطعيا بيوم المعاد ويوم القيامة والبعث والنشور كما جاء ذلك على لسانهم في القرآن الكريم في ثلاث آيات (وكما سنفصله لاحقا في محور البعث والنشور في الكتاب المسطور )  وذلك في قوله تعالى :

1-    وَقَالُواْ إِنْ هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ  [ الانعام : 29 ]

2-    إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ [ المؤمنون : 37 ]

3-  وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ وَمَا لَهُم بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ[الجاثية : 24 ]

 لذلك اهتم الباري عز وجل بتوضيح هذا الركن الأساس والتأكيد عليه بآيات كريمة متعددة وبأساليب بلاغية غاية في التصوير الفني الرائع والبياني المؤثر والمقنع  وتوظيف كافة الأدلة والأمثلة الحسية لتوضيح مفهوم البعث والنشور ليس للعرب في وقت نزول القرآن فحسب وإنما للناس أجمعين وفي كل زمان ومكان . وكذلك أقسم الباري عز وجل بذاته العلية (ونادرا ما يقسم الله بذاته في القران الكريم)  على حقيقة البعث والنشور لأهميته وحتمية وقوعه وذلك في ثلاث آيات كريمات أيضا داحضا ادعاء الكافرين بعدم وقوعه والتصديق به ـ في الثلاث الآيات المذكورة أعلاه ـ وذلك في قوله تعالى :

1-    وَيَسْتَنبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ وَمَا أَنتُمْ بِمُعْجِزِينَ [يونس : 53 ] .

2- وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عَالِمِ الْغَيْبِ لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ [سبأ : 3] .

3-  زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَن لَّن يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ [التغابن :7] 

   وقد ضرب المشركون مثالا قاصرا ومحدودا بزعمهم انه مادي وعلمي يحتجون به بعدم وقوع البعث والنشور, ورد على لسانهم في كتاب الله عز وجل في قوله تعالى :

(وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وهِيَ رَمِيمٌ ) [يس:7]  

وهذا الزعم والمنطق ينطبق على هؤلاء الماديون والكافرون (الدهريون) في كل زمان ومكان , والذي يدل على جهلهم  وتكذيبهم بالبعث والنشور اعتمادا على علمهم القاصر دون التدقيق والرجوع إلى العلم الصحيح  كما جاء في قوله تعالى : ( بَلْ كَذَّبُواْ بِمَا لَمْ يُحِيطُواْ بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ )[يونس: 39] .

لذلك نجد ان القران الكريم يرد عليهم مباشرة ويفحم حجتهم بقوله تعالى :( قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ ) [ يس: 79] .

وقد ذكر ابن كثير في تفسير هذه الآية مايلي : ( يعلم العظام في سائر اقطار الارض و ارجائها ، اين ذهبت ، واين تفرقت وتمزقت  وقد ورد عن الرسول الكريم  هذه الحادثة وبالفاظ كثيرة منها قوله : " إن رجلا حضره الموت ، لما أيس من الحياة أوصى أهله : إذا مت فاجمعوا لي حطبا كثيرا ، ثم أوروا نارا ، حتى إذا أكلت لحمي ، وخلصت إلى عظمي ، فخذوها فاطحنوها فذروني في اليم في يوم حار ، أو راح ، فجمعه الله فقال : لم فعلت ؟ قال : من خشيتك ، فغفر الله له ) [1] .

كذلك يضرب لهم  القرآن الكريم عدة امثلة من واقعهم المادي الملموس وبغاية الوضوح والاثبات لافهامهم واقامة الحجة عليهم  (كما سنذكره لاحقا في الامثلة التي ذكرها القران الكريم لتوضيح عقيدة البعث والنشور)  لبيان وتفسير هذه الحقيقة الجوهرية في رده على مثالهم القاصر الذي ضربوه ! كما قال تعالى : (  وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا) [الفرقان : 33] . 

ونحن في عصر العلم والمعرفة والتكنولوجيا ولغة الارقام نستطيع ان نوظف هذه الامور للبرهان والتاكيد على هذه الحقيقة الايمانية الغيبية والمفصلية والتي أقسم الله بحدوثها, ولو اننا كمؤمنين وكمسلمين نؤمن بها ونسلم لها . لان ذلك من اركان الايمان الغيبية قال تعالى: (الذين يؤمنون بالغيب ) [ البقرة : 3]  ولكننا في نفس الوقت يجب علينا معاشر الاطباء والعلماء من كافة التخصصات (الشرعية منها والتجريبية) ان نوظف معطيات وحقائق العلم ماتوصل اليه وماسيتوصل اليه مستقبلا لبيان واثبات هذه الحقيقة , حيث اصبحت العلوم الكونية والتجريبية في خدمة العلوم الشرعية وصولا لتعزيز اركان الايمان  في نفوس المسلمين واقامة الحجة على غيرهم , قال تعالى :

( قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ)[ النحل : 102 ]

و قوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا) [النساء : 174] .

 

ومن اهم الاشارات العلمية في بيان واثبات هذه الحقيقة هو ماورد عن المصطفى "صلى الله عليه وسلم" في احاديث نبوية عن عجب الذنب منها الاحاديث الاتية :

 

1-  قال رسول الله صلي الله عليه وسلم " ثم ينزل من السماء ماء فينبتون كما تنبت البقل وليس في الإنسان شيء إلا بلى إلا عظم واحد وهو عجب الذنب فيه يركب الانسان يوم القيامة " أخرجه البخاري ومسلم ومالك في الموطأ وأبو داود والنسائي .

2-  وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال " كل ابن آدم يأكله التراب إلا عجب الذنب منه خلق وفيه يركب أخرجه البخاري والنسائي وأبو داود وابن ماجه وأحمد في المسند ومالك في الموطأ

3-  عن أبي هريرة رضى الله عنه عن رسول الله صلي الله عليه وسلم " وإن في الإنسان عظماً لا تأكله الأرض أبداً فيه يركب يوم القيامة قالوا أي عظم يا رسول الله ؟ قال عجب الذنب . رواه البخاري والنسائي وأبو داود وابن ماجة واحمد في المسند وأخرجه مالك .

 

الاستنتاجات من الاحاديث النبوية الصحيحة اعلاه الحقائق التالية [2]:

 

1-   ان عجب الذنب عنصر اساس يتخلق ويتكون منه الجنين .

2-   ان عجب الذنب او قسما منه لا نعرف مقداره ) لايبلى) .

3-   ومن هذا القسم او البذرة يركب الخلق  يوم القيامة .

 

وقد جاءت الابحاث الطبية والعلمية الحديثة واثبتت صحة ذلك ، من خلال علم الاجنة والتجارب التي اجريت على الخيط او الشريط الاولي Primary Streak  في الجنين الذي يتكون في الايام الاولى من عمره حيث يتشكل عظم العصعص (عجب الذنب) من نهايته (العقدة الاولية)   Primary Node  ويتم برمجة خلايا الجسم وتميزها من خلاله  ولذلك يسمى ايضا المنظم الاولي   The Primary Organizer     .

وكذلك ان عجب الذنب او قسما منه لا يبلى ويكون مقاوما للمؤثرات الخارجية كالسحق والحرارة والغليان )كما سنُفصل ذلك لاحقا)   .

فان ثبوت الاستنتاجان الاول والثاني علميا يكون دليلا كافيا للقبول والتصديق بالاستنتاج الثالث (فيه يركب الخلق يوم القيامة ) والذي هو من الامور الغيبية التي نؤمن بها والتي هي احد اركان الايمان  . فلما تحقق وثبت ما أخبرت عنه الآيات والاحاديث الاخرى في امور علمية كونية عديدة كانت من الغيب في زمن الرسالة و أصبحت حقائق العلم تكتشف صحتها الواحدة تلو الاخرى للتقدم الحاصل فيه وفي وسائله ، فقد لزم عقلا ومنطقا صحة وثبوت ما اخبرت به من امور لازالت في عالم الغيب كالبعث والنشور والحساب والعقاب والجنة والنار، وبذلك يكون قد تحقق الطرف الاول (الجانب المادي) من المعادلة وثبتت صحته فلابد أن يكون الطرف الثاني (الجانب الغيبي ) صحيحا ايضا [3].

وبذلك يتحقق لنا صحة امر المعاد وينتفي الشك والنكران من البعث والنشور وننتقل من مرحلة علم اليقين الى مرحلة عين اليقين وكأننا نشاهده! .  حيث قرب القران الكريم مفهوم يوم المعاد والبعث والنشور الى الاذهان بضرب  كثير من الامثلة التوضيحية من واقع المشاهدة وباساليب تصويرية مختلفة وكانها مشاهد متحركة تتمثل واقعا.

 

وقد  وفقنا الله عز وجل لاكتشاف منظومة رقمية رائعة تعتمد على العددين  (3) و (7) ومضاعفاتها  واللَذين هما من الاعداد الفردية  الاولية لهما علاقة بتكرار عبارات البعث والنشور واحياء الموتى والايات المتعلقة بهذا الموضوع في القران الكريم بصيغها المختلفة مكررة في معظمها (ان لم يكن في جميعها!) ثلاث او سبع مرات! وذلك في تناسق وتطابق لذكر الله عز وجل عن خلق الانسان في بطن امه  في ظلمات ثلاث في قوله تعالى :

(يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِن بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ) [ الزمر : 6] .

وكذلك مراحل خلق الانسان في سبع مراحل (سلالة من طين , النطفة , العلقة , المضغة , العظام , الاكساء باللحم, والنشأة)[4]  واتبعها بمرحلة الموت ثم بمرحلة البعث والنشور كما ورد في قوله تعالى: ( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ ،  ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ ، ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ، ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ ،  ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ[المؤمنون:12-16].  وكذلك وردت فيه عبارة ) يا بني آدم) وهو الإنسان الآدمي المعني بالبعث والنشور والايمان به والذي جاء ذكره في الحديث النبوي الشريف عن عجب الذنب في قوله صلى الله عليه وسلم:  (كل ابن آدم ياكله التراب الا عجب الذنب منه خلق وفيه يركب) وردت هذه العبارة مكررة سبع مرات في القرآن الكريم ! (كما جاء في اساسيات البحث اعلاه الفقرة رقم 3) ، مما يضيف إعجازا آخرا له علاقة بالإعجاز العددي والرقمي حيث تمثل هذه المنظومة من الآيات الكريمات المتعلقة بهذا الموضوع وتفاصيله لوحة فنية رائعة ومتناسقة ذات العلاقة بالعددين (3) و (7) وبصورة دقيقة ومحكمة وكأن الباري عز وجل أراد من خلال ذكر هذه الايات الكريمات في كتابه المعجز ان يضيف لنا  ( معاشر المسلمين في عصر العلم والتكنولوجيا والأرقام)  دليلا وبرهاناًُ آخر في مجال الاعجاز العددي له علاقة بخلق الانسان والبعث والنشور . ويحقق لنا التطابق والتناسق بين القرآن والكون بما فيه الإنسان فالذي انزل القران هو الذي خلق الكون والانسان ، فالقرآن يقود الى الكون والكون يقود الى القرآن ويفسر احدهما الاخر!![5]

فضلا عن الادلة المذكورة من علم الأجنة وغيره من المؤشرات العلمية والطبية بخصوص اثبات هذا الركن الايماني الغيبي (البعث والنشور) والتي سنوردها لا حقا  والله اعلم بمراده .

اللهم علمنا ماينفعنا , وانفعنا بما علمتنا , وزدنا علما

اللهم ارحمنا فوق الارض  , وارحمنا تحت الارض ,  وارحمنا يوم العرض!

 

البعث والنشور في الكتاب المسطور:

 

يقول الشيخ الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي :

(اعلم يا اخي المسلم ان قيام الساعة – وما يتبعها من احداث كالبعث والنشور – من اخطر الاخبار الغيبية التي اخبر عنها الخالق جل جلاله على الاطلاق . فمن اجل خطورة هذا الحدث العظيم من هذي النواحي كلها ، يظل القران يخبر الانسان عنه وينذره اياه في تاكيد متوال لا ينقطع ، ولا تكاد تمر على صحيفة من هذا الكتاب العظيم الا وتجد فيها حديثا عن يوم المعاد وتنبيها للانسان اليه . ولن تجد خبرا حفل به كتاب الله تعالى في تاكيد شديد له بشتى الأساليب العربية المختلفة كخبر يوم القيامة ولن تجد فيه تنبيها الى عظيم وتحذير الى خطير وبتفنن عجيب في النظم والاسلوب كتنبيه الناس الى يوم القيامة وتحذيرهم فيما يلاقونهم ....

فلا جرم ان هذه الاخبار المنذرة والمنبهة والمحذرة في كتاب الله تعالى هو اعظم دليل وبرهان على قيام الساعة ويوم القيامة وكل مايتبع ذلك من احداث – كإحياء الموتى والحساب - ...

ولنتأمل طائفة من هذه الآيات بقلب متيقض وعقل متدبر ولننتبه الى ما فيها من فنون التأكيد المختلفة بشتى الوجوه والأساليب التي تخاطب في الإنسان وجدانه وعقله ومشاعره ) والتي سنذكر قسما منها لاحقا .

ثم يستطرد البوطي قائلا : ( انظر إلى هذه الآية وتأمل في المؤكدات الشديدة التي كأنما غمست الآية فيها غمسا :

(اللّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لاَ رَيْبَ فِيهِ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ حَدِيثًا) [النساء : 87]

وانظر الى هذه الايات الاخرى التي سيقت مساق الحجاج والنقاش لتبديد مايطوف بذهن الانسان من عوامل الريب والشكوك حول امكان وقوع هذا الامر العظيم – ومنه احياء الموتى والبعث والنشور – باسلوب معجز يتجلى به سلطان الربوبية وبنفس التأكيد الذي رايته بالاية السابقة : ( وَيَقُولُ الْإِنسَانُ أَئِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا ، أَوَلَا يَذْكُرُ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئًا) [ مريم : 66- 67]

واحيانا اخرى ، يظهر في مكان هذه الاساليب كلها اسلوب آخر هادئ . انه اسلوب النظر العلمي ولفت العقل الى ما ينبغي ان ينتبه اليه من مذاهب التامل والفكر ، في قالب تعليمي كأنه درس من استاذ لتلاميذه وليس إخبارا من اله عظيم لعباده! وذلك في قوله تعالى : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاء إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّى وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ ، ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ، وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَّا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَن فِي الْقُبُورِ ) [ الحج : 5-7] .

وأما في حالات كثيرة اخرى فان الحديث عن يوم القيامة واحداثه ياتي باسلوب تصويري من شانه ان يبدد ما بينه ومابين الناس من حجب الغيب ومسافات الزمن . وينقلهم الى جو هذه الاحداث حتى ولكأنهم يشاهدونها بأعينهم! كقوله تعالى : (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُم مِّنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ ، قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ ، إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ) [يس :51- 53] .

فهذا دليل ما بعده دليل على قيام الناس بعد موتهم لرب العالمين)[6]

وسنذكر ادناه اهم الآيات الكريمة التي جاء ذكرها في كتاب الله عز وجل بخصوص البعث والنشور واحياء الموتى وتكرارها الثلاثي والسباعي فيه .

 

اولا :  بداية الخلق ودورة الحياة والممات والإحياء

 

1-  بداية الخلق )خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَ ( تكررت في القران الكريم ثلاث مرات:

 

1. يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا  [النساء :1]

2. هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَت دَّعَوَا اللّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحاً لَّنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ [الاعراف : 189]

3. خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنزَلَ لَكُم مِّنْ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِن بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ [ الزمر : 6]

 

2-  الحمل والولادة )بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ(  تكررت في القران الكريم ثلاث مرات :

1-     وَاللّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ الْسَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ [النحل : 78 ]  

2-  خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنزَلَ لَكُم مِّنْ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِن بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ [ الزمر : 6]

3-  الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى [ النجم : 32] .

 

3-  دورة الحياة والممات والإحياء (أَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ) تكررت في القران الكريم ثلاث مرات :

1.     كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتاً فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ [البقرة :28]

2.     وَهُوَ الَّذِي أَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ إِنَّ الْإِنسَانَ لَكَفُورٌ [ الحج : 66 ]

3.  اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِن شُرَكَائِكُم مَّن يَفْعَلُ مِن ذَلِكُم مِّن شَيْءٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ [ الروم : 40 ] .

 

ثانيا : البعث والنشور

 

1-  قسم الباري عز وجل بنفسه على وقوع البعث والنشور) وَرَبِّي ) وردت ثلاث مرات في القران الكريم :

 

1-    وَيَسْتَنبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ وَمَا أَنتُمْ بِمُعْجِزِينَ [يونس : 53 ]

2-  وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عَالِمِ الْغَيْبِ لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ  [سبأ : 3 ] 

3-    زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَن لَّن يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ [ التغابن : 7 ]   

 

2-  الامر بالبعث والنشور بالنفخ الاخير في الصور )وَنُفِخَ فِي الصُّورِ)  وردت ثلاث مرات في القران  الكريم :

 

1-    وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا  [ الكهف : 99 ]

2-    وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُم مِّنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ  [ يس: 51 ]

3-  وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاء اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُم قِيَامٌ يَنظُرُونَ  [ الزمر 68]  

 

3-  ايحسب الانسان ان يموت دون بعث ونشور)أَفَحَسِبْتُمْ أَيَحْسَبُ) وردت ثلاث مرات في القران الكريم :

 

1-    أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ  [ المؤمنون : 115]

2-    أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَلَّن نَجْمَعَ عِظَامَهُ , بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَن نُّسَوِّيَ بَنَانَهُ [القيامة:3-4 ]

3-  أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى , أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِّن مَّنِيٍّ يُمْنَى , ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى , فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى , أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَن يُحْيِيَ الْمَوْتَى [36-40]

 

4- عبارة( وَمِنْ آيَاتِه)  في احياء الموتى والبعث والنشور  وردت ثلاث مرات في القران الكريم :

 

1-    وَمِنْ آيَاتِهِ أَن تَقُومَ السَّمَاء وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِّنَ الْأَرْضِ إِذَا أَنتُمْ تَخْرُجُونَ  

     [ الروم : 25]

2-  وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ  [ فصلت : 39 ]

3-    وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِن دَابَّةٍ وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاء قَدِيرٌ

    [ الشورى : 29 ]

 

 

 

 

5-  الكافرون يشككون بالبعث والنشور في عبارات  )أإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ)  و (أَئِنَّا لَمَدِينُونَ) و (أَئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ ) وجواب القرآن عليهم بعدها مباشرة ، وردت سبع مرات في القران الكريم :

 

1- وَقَالُواْ أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا  [ الاسراء :49 ]

-    قُل كُونُواْ حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا , أَوْ خَلْقًا مِّمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ فَسَيَقُولُونَ مَن يُعِيدُنَا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُؤُوسَهُمْ وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَن يَكُونَ قَرِيبًا [الاسراء 50- 51 ] .

2- ذَلِكَ جَزَآؤُهُم بِأَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا وَقَالُواْ أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا [ الاسراء : 98 ]

-    أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّ اللّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ قَادِرٌ عَلَى أَن يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ وَجَعَلَ لَهُمْ أَجَلاً لاَّ رَيْبَ فِيهِ فَأَبَى الظَّالِمُونَ إَلاَّ كُفُورًا [ الاسراء : 99 ]

3- وَيَقُولُ الْإِنسَانُ أَئِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا  [ مريم : 66 ] .

- أَوَلَا يَذْكُرُ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئًا ,  فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا , ثُمَّ لَنَنزِعَنَّ مِن كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ عِتِيًّا , ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِالَّذِينَ هُمْ أَوْلَى بِهَا صِلِيًّا

 [ مريم : 67 - 70 ]

4- وَقَالُوا أَئِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ أَئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ بَلْ هُم بِلِقَاء رَبِّهِمْ كَافِرُونَ [ السجدة : 10 ]

- قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ  [ السجدة : 11 ]

5- أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ , أَوَآبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ [ الصافات : 16 - 17 ]  

- قُلْ نَعَمْ وَأَنتُمْ دَاخِرُونَ , فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ فَإِذَا هُمْ يَنظُرُونَ , وَقَالُوا يَا وَيْلَنَا هَذَا يَوْمُ الدِّينِ , هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ الَّذِي كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ [ الصافات : 18 -21 ]

6- يَقُولُ أَئِنَّكَ لَمِنْ الْمُصَدِّقِينَ , أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَدِينُونَ [ الصافات:52-53] .

- قَالَ هَلْ أَنتُم مُّطَّلِعُونَ , فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاء الْجَحِيمِ [ الصافات : 54-55]

7- وَكَانُوا يَقُولُونَ أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ , أَوَ آبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ [الواقعة:47 -48]

- قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ  لَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ [الواقعة : 49 - 50 ]  

 

6- عبارة (النَّشْأَةَ الْأُخْرَى) و( النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ ) وربطها بمعاني بداية الخلق (النشأة الاولى) وردت ثلاث مرات في القران الكريم:

 

1-    وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى , مِن نُّطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى , وَأَنَّ عَلَيْهِ النَّشْأَةَ الْأُخْرَى[ النجم : 45-47]

2-    قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [العنكبوت: 20] 

3-  نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ , عَلَى أَن نُّبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ وَنُنشِئَكُمْ فِي مَا لَا تَعْلَمُونَ , وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولَى فَلَوْلَا تَذكَّرُونَ [الواقعة : 60-62] .  

 

7- عبارة )إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ) وردت في القران الكريم ثلاث مرات :

 

1-    كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ [ الانبياء : 35] 

2-    كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ [ العنكبوت:57]

3-    أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ [المؤمنون: 115] 

 

8- اعادة الخلق يوم القيامة في قوله تعالى (يُبْعَثُ) تكررت في القران الكريم ثلاث مرات :

 

1-    وَأَقْسَمُواْ بِاللّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لاَ يَبْعَثُ اللّهُ مَن يَمُوتُ بَلَى وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ [النحل : 38]

2-     وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا   [ مريم :15]

3-     وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَّا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَن فِي الْقُبُورِ [ الحج :7]

 

9- الخروج من القبور في قوله تعالى (مِّنَ الْأَجْدَاثِ) تكررت في القران الكريم ثلاث مرات :

1-    وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُم مِّنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ [يس : 51] .

2-    خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُّنتَشِرٌ [القمر : 7] .

3-    يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ سِرَاعًا كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ [المعارج : 43]

 

10-  البيان الرباني ببدء الخلق واعادته ( يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُه) تكرر في القران الكريم سبع مرات:

 

1-  ِإلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا وَعْدَ اللّهِ حَقًّا إِنَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ بِالْقِسْطِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ لَهُمْ شَرَابٌ مِّنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُواْ يَكْفُرُونَ [يونس :4]

2-    قُلْ هَلْ مِن شُرَكَآئِكُم مَّن يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ قُلِ اللّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ

    [يونس : 34 ] .

3-  أَمَّن يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاء وَالْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ [النمل : 64 ]

4-    أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ [ العنكبوت : 19 ]  

5-    اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ [ الروم : 11 ]

6-  وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ  [ الروم : 27 ]  

7-    إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ [البروج: 13]

 

11- عبارة (يَوْمِ يُبْعَثُونَ) و ( يَوْمِ تُبْعَثُونَ) تكررت في القرآن سبع مرات :

 

1-    قَالَ أَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ [الاعراف : 14]

2-    قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ [ الحجر : 36] 

3-    ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ  [المؤمنون: 16]

4-  لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ  [المؤمنون : 100] 

5-    وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ  [الشعراء : 87]

6-    لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ [الصافات: 144] 

7-    قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ  [ص: 79] 

 

ملاحظة: تكررت العبارة (إنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ) ثلاث مرات بالضبط في الآيات (1) و(2) و(7) أعلاه

 

12- عبارة (إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ) تكررت في القران سبع مرات :

1-  وَاذْكُرُواْ اللّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ  [ البقرة : 203]

2-  أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَّكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُمًا وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِيَ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ  [المائدة : 96]

3-    وَأَنْ أَقِيمُواْ الصَّلاةَ وَاتَّقُوهُ وَهُوَ الَّذِيَ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ [لانعام : 72]  

4-  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ [الانفال : 24] 

5-    وَهُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ [المؤمنون: 79] 

6-  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلَا تَتَنَاجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ [المجادلة: 9]

7-    قُلْ هُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ [الملك : 24]

13- مجموع كلمات (تُخْرَجُونَ) و(يَخْرُجُونَ) و(يُخْرِجُكُمْ) بمعنى البعث والنشور (يوم الخروج) وردت في القران الكريم سبع مرات :

 

1-    قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ [الاعراف : 25]

2-    يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ   [الروم: 19] 

3-    وَمِنْ آيَاتِهِ أَن تَقُومَ السَّمَاء وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِّنَ الْأَرْضِ إِذَا أَنتُمْ تَخْرُجُونَ  [الروم: 25]   

4-    وَالَّذِي نَزَّلَ مِنَ السَّمَاء مَاء بِقَدَرٍ فَأَنشَرْنَا بِهِ بَلْدَةً مَّيْتًا كَذَلِكَ تُخْرَجُونَ [الزخرف: 11] 

5-    خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُّنتَشِرٌ [القمر: 7]

6-    يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ سِرَاعًا كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ [المعارج: 43]

7-    ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا [نوح : 18]

 

 14- احياء الموتى في عبارات (يُحْيِي الْمَوْتَى) و (تُحْيِي الْمَوْتَى) و (لَمُحْيِي الْمَوْتَى) تكررت سبع مرات بالضبط في القران الكريم :

 

1-    ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [ الحج : 6]

2-    أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء فَاللَّهُ هُوَ الْوَلِيُّ وَهُوَ يُحْيِي المَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ  [الشورى: 9] .

3-  أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى بَلَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [ الاحقاف : 33] .

4-    أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَن يُحْيِيَ الْمَوْتَى [ القيامة : 40] .

5-  وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ [ البقرة : 260].

6-    فَانظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [ الروم : 50] .

7-  وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [ فصلت : 39] .

 

ثالثا : اهم الامثلة التي ذكرها القرآن الكريم لتوضيح البعث والنشور

1- احياء الميت (القتيل) من بني اسرائيل :

 

وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللّهُ مُخْرِجٌ مَّا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ , فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ [ البقرة : 72 - 73 ]

 

 

2- احياء العزير  وحماره بعد موتهما بمائة عام :  

أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىَ يُحْيِي هََذِهِ اللّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللّهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ وَانظُرْ إِلَى العِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [ البقرة : 259] .

3-  سيدنا إبراهيم (عليه السلام)  والتجربة العملية لاحياء الطيور:

 

وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ

[البقرة : 260] .

يقول محمد سليمان الأشقر في تفسيره لهذه الاية : ( ارني : لم يرد رؤية القلب وإنما أراد رؤية العين لتحصل له الطمأنينة . (أوَ لم تؤمن؟ !) بانني قادر على الاحياء حتى تسالني اراءته .. (قال :  بلى ) علمت وامنت بانك قادر على ذلك . (ولكن ليطمئن قلبي ) باجتماع دليل العيان الى دلائل الإيمان  . ولم يكن شاكا في احياء الموتى قط . وإنما طلب المعاينة لما جبلت عليه نفوس البشرية من رؤية ما اخبرت عنه . ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ليس الخبر كالمعاينة ) . وعن ابن عباس رضي الله عنهما انه قال : ( ما في القرآن عندي آية ارجى منها ! ) [7] .

وفي ذلك اشارة واضحة إلى  وجوب إقران أدلة المعاينة (الحقائق العلمية والطبية الملموسة) مع الحقائق الايمانية الغيبية كلما امكن ذلك . كما في موضوع بحثنا هذا (البعث والنشور في الكتاب المسطور والعلم المنظور ) وكون عجب الذنب مركز التخليق و إعادة التركيب يوم القيامة  كما جاء في حديث الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم .

 

4-  أصحاب الكهف وإعادتهم الى اليقظة بعد رقود ثلاثمائة عام!! [8]:

 ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا  [ الكهف : 12 ]

وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا [21: الكهف ] .

يقول الاستاذ الدكتور مصطفى مسلم في تفسيره لهذه الآية : ( فكما حفظ الله سبحانه وتعالى القدير اجساد هؤلاء الفتية من البلا واعاد اليها الروح بعد رقود طويل ، فإنه قادر على ان يجمع شتات الابدان ورميمها ويعيد اليها الروح يوم الحساب ) [9]

5- تشبيه القرآن البعث والنشور بإنبات الارض القاحلة تكررت في القران الكريم سبع مرات بالضبط  :

1-  .. وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ  ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ, وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَّا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَن فِي الْقُبُورِ   [ الحج : 5-7 ] .

2-  وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء مُّبَارَكًا فَأَنبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ  وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَّهَا طَلْعٌ نَّضِيدٌ  رِزْقًا لِّلْعِبَادِ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَّيْتًا كَذَلِكَ الْخُرُوجُ  [ ق : 10 -11 ] .

3-  اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاء كَيْفَ يَشَاء وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ,  وَإِن كَانُوا مِن قَبْلِ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْهِم مِّن قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ , فانظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى[ الروم : 48-50] .

4-    وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا كَذَلِكَ النُّشُورُ  [ فاطر  : 9 ] .

5-    وَالَّذِي نَزَّلَ مِنَ السَّمَاء مَاء بِقَدَرٍ فَأَنشَرْنَا بِهِ بَلْدَةً مَّيْتًا كَذَلِكَ تُخْرَجُونَ  [الزخرف  : 11]

6-  وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [فصلت : 39]

 7-  وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالاً سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَنزَلْنَا بِهِ الْمَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْموْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ [الاعراف :57]

 

 

6-  (خلق الكون) علوم الفلك والأرض(خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ)  وربطها بإحياء الموتى برهان على البعث والنشور تكررت في القران الكريم ثلاث مرات :

1-  أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى بَلَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ  [الاحقاف : 33]

2-  أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّ اللّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ قَادِرٌ عَلَى أَن يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ وَجَعَلَ لَهُمْ أَجَلاً لاَّ رَيْبَ فِيهِ فَأَبَى الظَّالِمُونَ إَلاَّ كُفُورًا  [الاسراء :99]

3-  أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُم بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ , إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ , فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ [يس:81-83 ]

7- مراحل خلق الانسان (علم الاجنة) وربطها باحياء الموتى برهان على البعث والنشور ، تكررت في القران الكريم سبع مرات :

1-  يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاء إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّى وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ ,  ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ , وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَّا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَن فِي الْقُبُورِ  [ الحج : 5-7]

2-  وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ , ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ ,  ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ , ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ ,  ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ  [المؤمنون : 12-16]

3-    وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى , مِن نُّطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى , وَأَنَّ عَلَيْهِ النَّشْأَةَ الْأُخْرَى   [النجم : 45 -47 ]

4-  أَفَرَأَيْتُم مَّا تُمْنُونَ , أَأَنتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ , نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ , عَلَى أَن نُّبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ وَنُنشِئَكُمْ فِي مَا لَا تَعْلَمُونَ , وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولَى فَلَوْلَا تَذكَّرُونَ [الواقعة : 58- 62 ]

5-  أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى , أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِّن مَّنِيٍّ يُمْنَى , ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى , فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى , أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَن يُحْيِيَ الْمَوْتَى   [ القيامة : 36 -40 ]

6-  فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ , خُلِقَ مِن مَّاء دَافِقٍ , يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ ,  إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ  [ الطارق : 5-8]

7-  قُتِلَ الْإِنسَانُ مَا أَكْفَرَهُ , مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ , مِن نُّطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ , ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ  ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ , ثُمَّ إِذَا شَاء أَنشَرَهُ  [ عبس: 17 -22 ]

 

رابعا : من معاني )عجب الذنب(  في القرآن الكريم

 ان القران الكريم لم يذكر (عجب الذنب) صراحة وكونه مركز التخليق واعادة التركيب يوم المعاد كما جاء ذلك واضحا في الحديث النبوي الشريف بل ان القران الكريم ذكره ووصفه بصورة عامة واجمالية تشير اليه باسلوب بلاغي وبياني رائع يمكن الاستدلال عليه من الايات الكريمات المذكورة ادناه . وحيث ان الحديث النبوي الشريف يعتبر شارحا للقران الكريم كما جاء في قوله صلى الله عليه وسلم : ( ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه ( رواه ابو داواد في مسنده رقم الحديث 4606 .  لذلك نستطيع ان نقول ان هذه الآيات المذكورة  وقد يكون هناك غيرها ايضا , تشير مباشرة اوبصورة غير مباشرة الى عجب الذنب والخلايا الجذعية الموجودة فيه التي لاتبلى بعد الموت وتبقى كأثر ورمز خالد لذلك الادمي الذي سيعاد تركيبه منه يوم البعث والنشور لاحتوائه على الشفرة الوراثية (الخارطة الجينية) لذلك الانسان او المخلوق  .

وسنذكر ادناه بعض من هذه الايات الكريمات ذات المعنى العام على عجب الذنب والاستدلال بتفسير قسما منها مما يشير الى هذه الحقيقة .

1- الإشارات القرآنية ذات المعنى العام :

 قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ وَعِندَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ  [ ق:4]

    قال ابن كثير في تفسير هذه الاية ( اي ما تاكل من اجسادهم في البلى نعلم ذلك ولايخفى علينا اين تفرقت الابدان واين ذهبت والى اين صارت وعندنا كتاب حافظ لذلك , فالعلم شامل والكتاب ايضا فيه كل الاشياء مضبوطة وعن ابن عباس رضي الله عنهما اي ماتاكل من لحومهم وابشارهم وعظامهم واشعارهم وكذا قال مجاهد وقتادة والضحاك وغيرهم  ) 4/260

2- يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ [ لقمان : 16]

3-  وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُم مِّنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ [ يس : 51] .

   قال ابن كثير في تفسير هذه الاية : ( وهي نفخة البعث والنشور للقيام من الاجداث والقبور . والنسلان هو المشي السريع ) 3/690 . وفي ذلك اشارة ان القبور (الاجداث) تحوي على بقايا الآدمي الميت الذي سيبعث منه يوم القيامة.  

4-  وَاللَّهُ أَنبَتَكُم مِّنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا , ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا [ نوح : 17 -18]

5- وَقَالُواْ أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا , قُل كُونُواْ حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا , أَوْ خَلْقًا مِّمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ فَسَيَقُولُونَ مَن يُعِيدُنَا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُؤُوسَهُمْ وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَن يَكُونَ قَرِيبًا  [الاسراء :49-51]

6-  يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ [ الروم:19]

7-    إِنَّانَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ [يس:12]

 قال ابن كثير في تفسيره : ( اي يوم القيامة وفي اشارة الى ان الله تعالى يحيي قلب من يشاء من الكفار الذين قد ماتت قلوبهم بالضلالة , فيهديهم بعد ذلك الى الحق ... وقوله ونكتب ماقدموا اي من الاعمال . وفي قوله :  (واثارهم) قولان : احدهما : نكتب اعمالهم التي باشروها بانفسهم واثارهم التي اثروها من بعدهم  ..... والقول الثاني ان المراد بذلك خطاهم الى الطاعة والمعصية وعن مجاهد (ماقدموا) : اعمالهم . و (اثارهم) قال : خطاهم بارجلهم . وكذا قال الحسن وقتادة يعني خُطاهم ) 3/687-688 .

 ونحن نقول و بالله التوفيق ان من جملة الآثار الباقية في التراب هو عجب الذنب المكتوب في خلاياه الجذعية الخارطة الوراثية لذلك الانسان! حيث ان في هذه الآية الكريمة اشارة الى ذلك فالله عز وجل الذي يحفظ اثار الخطى والارجل للانسان بعد وفاته في كتاب حفيظ فهو القادر ايضا ان يحفظ اثاره الاخرى الباقية التي لاتبلى ولاياكلها التراب وهي الخلايا الجذعية الاساسية لذلك المخلوق في عجب الذنب الذي لايبلى كما ذكر ذلك المصطفى صلى الله عليه وسلم في احاديثه وخص هذا العظم من دون بقية عظام الجسم ولو انه ظاهريا وتشريحيا يعتبر من العظام الضامرة في نهاية العمود الفقري !

 

2-  عبارة ( مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الأَرْضِ) وردت في القران ثلاث مرات :

 

1-  وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِن قُرْآنٍ وَلاَ تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلاَّ كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء وَلاَ أَصْغَرَ مِن ذَلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ  [يونس :61]

2-  وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عَالِمِ الْغَيْبِ لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ[سبأ: 3]

قال ابن كثير في تفسيره ( لا يعزب اي لايغيب عنه فالجميع مندرج تحت علمه فلا يخفى عليه منه شيء فالعظام وان تلاشت ووتفرقت وتمزقت فهو عالم اين ذهبت وايت تفرقت ثم يعيدها كما بدأها اول مرة فانه بكل شيء عليم) 3/640  .

3-  قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا  فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُم مِّن ظَهِيرٍ  [سبأ :22]

3- عبارة (إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ( وردت في القران ثلاث مرات

 

1.  وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِن قُرْآنٍ وَلاَ تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلاَّ كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء وَلاَ أَصْغَرَ مِن ذَلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ  [يونس :61]

2.  وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عَالِمِ الْغَيْبِ لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ  [سبأ :3 ]

3.     وَمَا مِنْ غَائِبَةٍ فِي السَّمَاء وَالْأَرْضِ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ  [النمل:75]

 

 قال ابن كثير في تفسير هذه الاية : ( قال ابن عباس  رضي الله عنهما وما من شيء في السماء والارض الا في كتاب مبين ) 3/485 .

   ونحن نقول وبالله التوفيق : وكم نقص من اجسادهم وكم بقي منها حتى لو كان مثقال حبة من خردل او ذرة او حتى اصغر من ذلك فانه مسجل ومثبت في الكتاب المبين ويندرج في ذلك الخلايا الجذعية ( الاولية او الاساسية ) Stem Cells   حتى لو بقيت  منها خلية جذعية واحدة ولو كان نواتها فقط حيث تحتفظ كما هو معروف علميا النواة بالخارطة الجينية الوراثية (كتاب الحياة) لذلك الانسان او لذلك المخلوق فتشكل هذه الخلية او هذه النواة الباقية في عجب الذنب المركز الاساس والبذرة التي سيتشكل ويتخلق منها ذلك الكائن او الانسان يوم المعاد!

 

البعث والنشور في العلم المنظور :

 

يقول الشيخ الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي عن كيفية حشر الأجساد وعودة أرواحها  إليها  :

( لا يستطيع العلم ان يصف كيفية حشر الاجساد او ان يحللها ويعللها بالطريقة العلمية التي يمارسها الانسان في هذه الحياة . وذلك لما كنا قد ذكرناه في ان شأن العلم محصور في انه يبدا البحث بموضوعات توجد في التجربة الخارجية البعيدة عن وحي العقل او التفكير المحض ، ثم تفرض نفسها عليه طبق ما طبق ما دلت عليه المشاهدة والتجربة وعلى العقل بعد ذلك ان يفسرها ويحللها فقط ) .

ويستطرد البوطي قائلا : ( كل ما نملكه من نظر وبحث في هذا الموضوع هو ان نبدأ فنتساءل : هل المعاد يكون بعد انعدام الاجساد من الوجود اصلا؟ ام بعد تفتت اجزائها واجزاء اجزائها في طوايا الارض او بطون الحيتان او اعماق البحار؟.......

ولكن جمهور العلماء رجحوا القول الثاني وهو جمع شتات الاجزاء وتفرقها اذ هو ظاهر قوله تعالى: (كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) [القصص : 88] . وقوله تعالى : (قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ وَعِندَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ ) [ق : 4 ] .

فهلاك الشيء يطلق على فساده وخروجه على ان يبقى منتفعا به كما كان . تقول هلك فلان أي مات . وهلكت الدار اذا تقوضت ولم تعد صالحة للسكنة فيها . ولا يشترط لإطلاق الهلاك الانعدام الكلي والفناء كذلك. تقول فنيَ الثوب والعظم اذا اصبح كل منهما انكاثا وجزاء متفرقة لا يستفاد منها لشيء . مما يؤكد ان المقصود بالفناء هو هذا الذي نقول، بل خصوص الموت فقط  ، قوله تعالى : (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ ) [ الرحمن : 26] . أي كلُ من على الأرض فان . فحكم بالفناء على الاحياء التي تكون على وجه الأرض واستثنى ذاته جل جلاله فتبين ان الفناء المعني انما هو الموت، اما الأرض ذاتها وما هو في حكمها فهي فانية بهذا المعنى من قبل    .

اما دلالة الاية الثانية ، فهي من حيث انها رد على الذين استعظموا الحشر بعد الموت بقولهم : (أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ) [ق: 3] . إذ اجاب على انكارهم واستعظامهم ذلك ببيان ان الله عز وجل يعلم مصير جسومهم التي ذابت في طوايا الارض وغيرها وعنده سجل يحوي عدد ذرات هذه الجسوم التي تفرقت في هذه الامكنة! ويضبط كل ذرة حسب صاحبها – كما ذكرنا اعلاه في الآيات الكريمات بخصوص (مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الأَرْضِ) و(إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ)

فما العجب من تجميعها مرة اخرى كما تجمع برادة حديد امتزجت بين حفنة من التراب بواسطة قطعة من المغناطيس الجاذب؟!!

فالآية دالة على ان الحشر يكون عن طريق تجميع الذرات من التفرق والشتات لا عن طريق إيجادها من العدم المطلق ويدل على هذا المعنى قوله عز وجل : (أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَلَّن نَجْمَعَ عِظَامَهُ ، بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَن نُّسَوِّيَ بَنَانَهُ) [ القيامة :3-4] .

وبهذا تعلم ان الذي يعود من الانسان الى التجمع والحياة – في اليوم الاخر – انما هو عين اجزائه التي عاش بها في الدنيا والمقصود بعين اجزائه ، هو عين اجزائه الاصلية التي استقبل بها الحياة ) [10]  انتهى قوله .

وهذا القول يصب في محور بحثنا عن قوله صلى الله عليه وسلم في عجب الذنب ( منه خلق وفيه يركب ) حيث ان الشريط الاولي الذي يتشكل في الايام الاولى للجنين هو الذي تتكون منه أنسجة وأعضاء الجسم مستقبلا وهو كذلك سيترك أثرا على شكل العقدة الاولية التي تستقر خالدة في عجب الذنب الذي لا يبلى ليكون او الخلايا الجذعية في داخله المركز أو الأساس التي يبعث منها الإنسان يوم القيامة كما سنوضحه ادناه في الادلة من التعاليم الاسلامية  

و الطبية العلمية .

 

اولا: عجب الذنب مركز التخليق واعادة التركيب[11]

 

عجب الذنب هو آخر عظمة في العامود الفقري (العصعص) ( Coccyx)

وهو مجموعة من الفقرات الضامرة فيه (انظر الشكل -1-)

 

    الشكل رقم (1) ( The Coccyx )

 

العصعص (عجب الذنب) هو مجموعة من الفقرات الضامرة في نهاية العمود الفقري

 وقد جاء ذكره في الأحاديث النبوية أنه أصل الإنسان والبذرة التى يبعث منها يوم القيامة وأن هذا الجزء لا يبلي ولا تأكله الأرض في قوله صلى الله عليه وسلم :

 

1.  " ثم ينزل من السماء ماء فينبتون كما تنبت البقل وليس في الإنسان شيء إلا بلى إلا عظم واحد وهو عجب الذنب ومنه يركب الخلق يوم القيامة " أخرجه البخاري ومسلم ومالك في الموطأ وأبو داود والنسائي.

2.  " كل ابن آدم يأكله التراب إلا عجب الذنب منه خلق وفيه يركب أخرجه البخاري والنسائي وأبو داود وابن ماجه وأحمد في المسند ومالك في الموطأ

3.  " وإن في الإنسان عظماً لا تأكله الأرض أبداً فيه يركب يوم القيامة قالوا أي عظم يا رسول الله ؟ قال عجب الذنب . رواه البخاري والنسائي وأبو داود وابن ماجة واحمد في المسند وأخرجه مالك .

 

وقد اعلن فريق بحثي من جامعة ميشيكان بالولايات المتحدة الامريكية يضم باحثين مسلمين وغير مسلمين (Ben Chen and Ramzi Mohammed)  مؤخرا في المؤتمر الثامن للاعجاز العلمي في القران والسنة بالكويت في ذي القعدة 1427 هـ الموافق اكتوبر  2006 م.  من خلال بحث هام عن عجب الذنب وكونه مركز التخليق واعادة التركيب (والذي حضرته وشاركت في مناقشته)، بعنوان:

 (Miraculous Description About The Vreation of Human Bodies (And Not Soul ) From Tell Bone In The Day of Resurrection ) 

حيث قد حصلوا على نتائج تثبت بان الخلايا الجذعية  (Stem Cells) في منطقة العصعص لها خصائص مميزة عن غيرها من الخلايا الجذعية في انسجة الجسم الاخرى  .وتوصل الباحثون ايضا ان عجب الذنب ومنظومة الخلايا التي فيه تؤدي دور البرمجة والتمييز والتخصص لخلايا الجسم الاخرى . فهو ليس فقط مركز لاعادة تركيب الانسان يوم القيامة في البعث والنشور وانما لاعادة تشكيل هذا الانسان على الصورة التي خلق عليها !!   وهذه النتائج الاولية من هذا البحث تفتح الباب لعشرات الابحاث العليمة حول عجب الذنب والتي بدأ هذا الفريق العملي وغيره للقيام ببعضها .

 

ثانيا : من علم الاجنة [12]

 يبدأ تكون الجنين عندما يحدث تلقيح البويضة بالحيمن الذكري ، حيث يدخل إلي البويضة وتصبح بيضة مخصبة (الزايجوت)  Zygot   ، التي تنقسم إلي خليتين وكل خلية تنقسم الى خليتين اخريتين  وهكذا يستمر الانقسام وتكاثر الخلايا وتتكون مرحلة التوتة حيث تكون الخلايا في هذه المرحلة خلايا كاملة القدرة Totipotent Cellوالتي تستطيع تكوين اي نوع من خلايا الجنين مستقبلا وذلك خلال الاسبوع الاول من الاخصاب (انظر شكل رقم -2-) .

الشكل رقم (2)

الشكل يوضح التطورات الحادثة خلال الأسبوع الأول من الإخصاب والتي تشمل الانقسامات المتتالية للبويضة المخصبة أثناء مرورها بقناة فالوب حتى المنطقة العليا من الرحم  . ويوضح الشكل أطوار البويضة المخصبة والخليتان والأربعة والثمانية والستة عشر (بداية مرحلة التوتة) التي تدخل الرحم مع الانقسام المتكرر .  

 بعد ذلك تتكون الحويصلة الجذعية (البلاستوسست) Blastocyst وحيث تنغرس في بطانة جدار الرحم  وهو طور الإنغراس Implantation  وتتكون من طبقتين الخارجية  التي تحتوي على الخلايا الآكلة  Cytotrophoblasts التي تثبت الحويصلة الجذعية في جدار الرحم لتكوين المشيمة واغشية الجنين .  والكتلة الداخلية  Inner Cell Massلتكوين الجنين نفسه , والتي تتكون من خلايا جذعية وافرة القدرة  Pluripotent Cells لها قابلية تكوين خلايا الجسم كاملة (انظر الشكل رقم -3-) .

الشكل رقم (3)

 

طور البلاستوسست  Blastocyst المكون من طبقة خارجية من الخلايا (لتكوين أغشية الجنين)  وكتلة داخلية من الخلايا (لتكوين الجنين نفسه) وهو طور الإنغراس Implantation.

  

ثم تقوم هذه الكتلة الداخلية من خلايا الحويصلة الجذعية (البلاستوسست) Blastocyst بالتميز الى طبقتين اوليتين . الطبقة العليا  (ايبيبلاست) Epiblast ‌والطبقة  السفلى (هايبو بلاست) Hypoblast وذلك في بداية الاسبوع الثاني (انظر الشكل رقم -4-) .

الشكل رقم (4)

 

يوضح الشكل تميز الكتلة الداخلية من خلايا البلاستوسست إلى طبقتين أوليتين عليا وسفلى  تعرفان باسم:

  Epiblast & Hypoblast

 

وفي نهاية الاسبوع الثاني وبداية الثالث  يظهر في الطبقة العليا Epiblast تكوين جديد يسمى بالشريط او الخيط الأولي Primitive Streak وفي نهايته العقدة الاولية Primitive Node (انظر الشكل -5-)

 

الشكل (5)

تكون الشريط الاولي   (primitive streak)  

في طبقة الإبيبلاست في نهاية الأسبوع الثاني وبداية الأسبوع الثالث

ثم بعد ذلك تتكاثر خلايا الطبقة العليا Epiblast ويقل الترابط فيما بينها  ثم تمر من خلال الشريط الاولي Primitive Streak  لتحل محل خلايا  الطبقة السفلى   Hypoblastوتكون نسيج ( الاندوديرم) Endoderm. ثم تنتشر خلايا بينية لتكون نسيج (الميزودرم) Mesoderm.  ويطلق منذ هذا التوقيت على طبقة الإبيبلاست اسم (الإكتوديرم) Ectoderm وبذلك تتكون الطبقات الثلات المعروفة للجنين وهي Ectoderm, Mesoderm and Endoderm والتي ستكون جميع انسجة واعضاء الجسد مستقبلا وكما يلي:

1-     طبقة الاكتودرم : Ectoderm

والتي يتكون منها الجلد والشعر والجهاز العصبي المركزي .

2-     طبقة الميزودرم Mesoderm

ينشأ منها العضلات الملساء المغطية للجهاز العظمي ، والعضلات المخططه المرتبطة بالعظام كذلك ينشأ منها الجهاز الدوري والقلب والعظام والغضاريف والجهاز التناسلي والبولي ( عدا المثانة) والأنسجة تحت الجلد والجهاز اللمفاوي والطحال والغدة الكظرية فوق الكلوية.

 

3-     طبقة الاندودرم : Endoderm

يتكون منها النسيج الطلائي المبطن للجهاز الهضمي والتنفسي وملحقات الجهاز الهضمي  الكبد والبنكرياس والمثانة البولية والغدة الدرقية والجار درقية والقناة السمعية  (انظر الشكل -6- )

الشكل رقم (6)

 

يوضح الشكل الأنسجة الأساسية التي  ستنتج عن انقسام وتمايز خلايا الطبقات الثلاث

Ectoderm, Mesoderm and Endoderm

  

وبذلك تتكون الطبقات الثلاث اعلاه من طبقة أولية واحدة هي طبقة Epiblast ويكون الأساس في تكون خلايا الطبقات هو هجرة الخلايا و مرورها خلال الشريط الاولي  Primitive Streak.

(انظر الشكل رقم -7- ) .

 الشكل رقم (7)

 

يوضح الشكل هجرة خلايا الطبقة العليا (الإبيبلاست) Epiblast من خلال مرورها في الشريط الاولي The primitive streak حيث تحل خلاياها أولا في اليوم الرابع عشر والخامس عشر محل خلايا الطبقى السفلى (الهايبوبلاست)  Hypoblast  مكونة نسيج جديد هو الإكتوديرم The ectoderm) ثم في اليوم السادس عشر تملأ  هذه الخلايا المهاجرة ما بين طبقتي (The epiblast and The endoderm) مكونة نسيج جديد يعرف باسم .Intraembryonic mesoderm))

 

وعند مرور الخلايا من خلال الشريط الاولي Primitive streak ، فإن كل خلية تمر من مكان معين منه  أثناء عبورها  لتكوين خلايا  طبقة (الميزودرم) Mesoderm حيث تتجه إلى مكان محدد تماماً في هذه الطبقة الجديدة . وهو ما يمكن تفسيره بحدوث نوع من البرمجة للخلايا عند مرورها في الشريط الاولي  Primitive streak وهذا التقدير المسبق الدقيق يمكن من رسم خريطة دقيقة لاتجاه الخلايا  حسب في(Primitive streak) وهي ما يعرف باسم خريطة  المصير Fate map. (انظر الشكل رقم -8- )

وهذا تأكيد للحديث النبوي الشريف  في قوله صلى الله عليه وسلم (منه خلق).

الشكل رقم (8)

 

 

يوضح الشكل الشريط الاولي والعقدة الاولية  وحتمية مسار خط هجرة الخلايا حسب نقطة عبورها من خلال الشريط الاولي  Primitive streak  مما يوضح حدوث نوع من البرمجة أو تحديد المسار لكل خلية حسب نقطة عبورها لتتوجه إلى مكان محدد من الجنين ولتنقسم كل خلية منها  بعد ذلك وتتميز لنوع  معين من الخلايا .

 

وبعد ذلك يحدث  ضمور في الخيط الأولي وتراجع إلى الخلف )المؤخرة( لتستقر نهايته  في (العقدة الاولية) Primitive Node في منطقة العصعص ليكون عجب الذنب لاحقا و الذي أخبرنا عنه المصطفى عليه الصلاة والسلام أن الإنسان يخلق منه ويركب فيه . حيث يكون البذرة التي يعاد تركيب الإنسان منها يوم القيامة. فالخيط الأولي وعقدته الأولية يمثلان عجب الذنب الذي أخبرنا عنه المصطفى صلى الله عليه وسلم.

ثالثا :الورم المتعدد الانسجة Sacrococcygeal teratoma   ويسمى (الجنين المشوه) دليل على أن عجب الذنب يحتوي على الخلايا الجذعية .

كما نعلم أنه بعد تكوين وخلق الجنين من الخيط الأولي والعقدة الأولية يتراجعان ويستقران في العصعص وفي آخر فقرة منه وتبقي موجودة في العصعص محتفظة بخصائصها ومقدرتها الكلية الشاملة. وإذا حدث لها مؤثر ونمت مرة أخرى فإنها تنمو نموا يشبه نمو الجنين مكونة ورما مسخيا يشبه الجنين المشوه وقد تخرج منه بعض الأعضاء كاملة  ( قدم أو يد ) بأصابع وأظافر وتكون داخل الورمه انسجه متنوعه بحيث عندما يفتح الورم بعد استئصاله  فيجد الجراح داخل الورمه الأسنان والأمعاء والعظام والشعر والغدد وغيرها من الانسجة التي تمثل الطبقات الثلاث !. (انظر الشكل رقم – 9 –)

     

الشكل رقم (9)

صورة تظهر حدوث ورم Teratoma في منطقة العصعص (عجب الذنب)  المتعدد الانسجة والذي يسمى (الجنين المسخ) .

 

ووجود هذه الخلايا في منطقة العصعص لكي تحفظ البدأة البشرية ويمكن الاستدلال بهذا على صحة الحديث الذي يقول إن الإنسان يركب من عجب الذنب يوم القيامة فمنطقة عجب الذنب تحتوى على خلايا الخيط الأولي والعقدة الأولية وهي ذات مقدرة شاملة كلية ,  بحيث لو نمت خلية فإنها تنمو نموا بحيث تكون جنيناً حيث تبدأ في تكون الطبقات الأولية الثلاث الكتودرم والميزودرم والاندودرم تماماً مثل نمو الجنين وأن عجب الذنب يحتوي على هذ الخلايا الجذعية  الأم التي تكون الورم  متعدد الانسجة (الجنين المشوه) في دورة الحياة خاصة عند الاطفال حديثي الولادة  ، وهذا يستدل به على إمكانية إعادة تركيب الانسان من عجب الذنب الذي لايبلى (كما سنذكر ادناه) يوم البعث والنشور الذي يحوي بقايا خلايا الخيط الأولي والعقدة الأولية ذات المقدرة الكلية الشاملة Pluripotent Cells   .

وقد جاء في الكتاب المنهجي للجراحة العامة (بيلي و لوف ) في الصفحة 1248

(Bailey and Love's- Short Practice Of Surgery )

ما نصه باللغة الانكليزية عن أورام المنطقة العجزية العصعصية ما يلي :

(Sacrococcygeal teratoma , although rare , is among the most common of the large tumours seen during the first 3 month of life . The frequency of the precoccygeal region for the development of a teratoma is explained by the fact that this area is the site of the "primitive node" , a group of totipotent cells that retain their totipotentiality longer the any other save the sex angel . Females are more often affected than males) .

وخلاصة ترجمته باللغة العربية ما يلي  :

(ان الاورام متعددة الانسجة التي تنشأ من المنطقة العجزية العصعصية ولو انها نادرة الحدوث ، ولكنها تعتبر من اكبر الاورام الملاحظ حدوثها في لاشهر الثلاثة الاولى من عمر الانسان . والسبب في كونها من النوع المتعدد الانسجة Teratoma لحقيقة ان هذه المنطقة هي مستقر العقدة الاولية التي تتألف من خلايا جذعية كاملة القدرة والتي تتميز باحتفاظها بهذه الصفات الأساسية الأولية للخلايا مدة اطول من الخلايا الأخرى المشابهة لها في غيرها من المناطق) .

 

رابعا : خلايا عجب الذنب (المنظم الأولي) تنتج جنينا جديدا عند زرعها!

لقد أكتشف العلماء أن الذي يقوم بالتخليق والتنظيم لجميع خلايا الجنين هو الشريط او الخيط الأولي  Primitive Streak وقبل تكوينه لم يكن هناك أي تمايز أو تحديد لمصير خلايا الجنين. فإنه عبارة عن طبقتين فقط , لكن بمجرد ظهور الخيط الأولي والعقدة الأولية يحدث التمايز والبرمجة للخلايا من خلال مرورها في الشريط الاولي وهذا التقدير المسبق الدقيق يمكن من رسم خريطة دقيقة لاتجاه الخلايا حسب مكان عبورها في الشريط الاولي وهو مايعرف باسم خريطة المصير (Fate Map)  وهذا تاكيد واضح اخر للحديث النبوي الشريف منه خلق.

ومن أهم العلماء الذين أثبتوا هذه الحقيقة العلمية هو العالم الألماني الشهير (هانس سبيمان) حيث قام بدراسات وتجارب على الخيط الأولي والعقدة الأولية وأكتشف أن الخيط الأولي والعقدة الأولية هما اللذان ينظمان خلق الجنين وأطلق عليهما أسم )المنظم الأولي)  Primary Organizar .

 وقام بنقل Blastopore  من جنين ضفدع الى آخر وهو تركيب مماثل لبعض اجزاء الشريط الأولي والعقدة الأولية في الانسان حيث نتج عنه تكون جنين جديد اخر ملتصق مع الجنين الاول في صورة توأم سيامي Complete Siamese وهذا تاكيد اخر للحديث النبوي الشريف في قوله صلى الله عليه وسلم (منه خلق) (انظر الشكل -10- )

الشكل رقم  (10)

 يوضح الشكل تكون جنين كامل جديد ملتصق عند نقل منطقة  Blastopore (وهو تركيب مماثل لبعض اجزاء الشريط الأولي في الانسان ) من جنين ضفدع إلى آخر .

  

خامسا : عجب الذنب لا يبلى 

ولقد قام هذا العالم الألماني (سبيمان) عام1931م  بسحق المنظم الأولي وزرعه مرة أخرى فلم يؤثر السحق حيث نما مرة أخرى وكون محورا جنينياً ثانوياً رغم سحقه ولم تتأثر خلاياه . وفي عام 1933م قام هذا العالم وعلماء آخرون بغلي المنظم الأولي وزراعته بعد غليه فشاهدوا أنه يؤدي إلى نمو محور جنين ثانوي بعد غليه ولم تتأثر خلاياه بالغليان ولقد نال العالم الألماني (سبيمان) جائزة نوبل عام 1935م على اكتشافه للمنظم الأولي  Primary Organizar!.

ان  اعادة التركيب والتخليق من عجب الذنب المذكورة تنطبق على الحيوانات التي لها عجب ذنب كما تنطبق على الانسان لذلك فانه يمكن اجراء الابحاث على حيوانات التجارب لصعوبة اجرائها على الانسان من ناحية الاخلاقيات الطبية اذ قد لايكون اجرائها مبررا من الناحية الطبية .

لذلك فلقد قام الدكتور عثمان الجيلاني بالتعاون مع الشيخ عبد المجيد الزنداني في رمضان 1424هـ في صنعاء بتجربة على العصعص حيث قاموا وتحت تصوير تلفزيوني بأخذ اخر فقرتين لخمس عصاعص للأغنام وقاموا بإحراقها بمسدس غاز فوق أحجار ولمدة عشرة دقائق حتى احمرت وتأكدوا من احراقها التام بحيث أصبحت حمراء وبعد ذلك أصبحت سوداء متفحمة فوضعوا القطع في علب معقمة وقام الدكتور صالح العولقى  أستاذ علم الانسجة والامراض في جامعة صنعاء بفحصها نسيجيا وكانت النتيجة مبهرة حيث وجد خلايا عظمة العصعص لم تتأثر ولازالت حية وكأنها لم تحرق! فقط احترقت العضلات والأنسجة الدهنية وخلايا نخاع العظم المصنعة للدم . أما خلايا عظمة العصعص فلم تتأثر [13]!.

ولكن على الباحث في هذا المجال ان ينتبه الى ان افتراض كون عظمة عجب الذنب(العصعص) ستظل بكاملها لا تبلى انما هو مفهوم قد يوافق مقصود الحديث النبوي الشريف (موضوع البحث) او قد لا يوافقه . فقد يكون هناك جزء من هذا العظم لا نعلم مقداره ( وقد لايرى بالعين المجردة)! هو الذي لايبلى ولايختفي . فان  الحديث الشريف ورد بلغة العرب والذي يشمل العام والخاص أي يشير الى العام ويراد به الخاص كما هو معلوم في علم البلاغة القرآنية .   

 

سادسا : الاستنساخ (الاستنسال)  Cloning  دليل على البعث والنشور!.

ان عملية الاستنساخ )الاستنسالCloning ( التي تم انجازها في السنوات الاخيرة هي دليل آخر على البعث والنشور من  خلايا عجب الذنب!  حيث انه كما نعلم ان الاستنساخ يحصل من التلقيح الاصطناعي (اللاجنسي)  لنواة خلية جسمية واحدة Somatic Cell Nuclear Transfer   تؤخذ من أي نسيج  جسدي وتلقح كهربائيا مع بيضة خالية من النواة. حيث ان نواة الخلية الجسمية تحتوي على جميع الصفات الوراثية  (المورثات او الجينات) لذلك المخلوق لتعطي خلية جديدة (بيضة مخصبة) ذات قدرة على تكوين كائن حي كما حصل في النعجة دولي . وهذا الانجاز العلمي الجديد والمثير للجدل (وبغض النظر عن موقف الشرع الحنيف منه والذي يمكن الرجوع اليه الى فتاوى المجامع الفقهية الاسلامية),  يقرب الينا مفهوم البعث والنشور إلى درجة كبيرة !. حيث ان جميع المخلوقات التي لها عجب الذنب (العصعص) وكذلك الانسان يبقى منه بعد موته وبلاء جسده  رمزه الجيني وخارطته الوراثية (Genetic Map) الخاصة به محفوظة داخل عظم العصعص (عجب الذنب) والذي هو من اقوى عظام الجسد, على شكل بذور اولية (او خلايا جذعية) تحمل الصفات الكاملة والهوية الشخصية لذلك المخلوق وتبقى في الأرض لآلاف وملايين السنين حتى ولو كان الشيء الباقي هو خلية واحدة داخل هذا الصندوق العظمي المتين او جزءا منه فانها ستكون الأساس او النواة  لإعادة التركيب والتخليق يوم المعاد عندما يصدر الامر الالهي بذلك وينفخ بالصور للمرة الاخيرة لاعادة التخليق والبعث من جديد كما في قوله تعالى :

 ( وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُم مِّنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ ) [يس:51]

 

سابعا : كيفية حشر الأجساد وعودة أرواحها  إليها 

 وكما ورد على لسان المصطفى صلى الله عليه وسلم فان الله عز وجل ينزل بقدرته في ذلك اليوم المشهود بعد قيام الساعة مطراً له صفات الإخصاب والتلقيح . كما مثّل لنا القرآن الكريم بالماء والمطر الذي انزله الله سبحانه وتعالى من السماء في الحياة الدنيا الى الأرض لإنبات البذور من الارض الميتة او القاحلة . فتنبت وتنمو هذه الخلايا (الجذعية) التي  تحمل الصفات الوراثية لذلك المخلوق او الانسان والمحفوظة في عجب الذنب او قسما منه منذ زمان طويل . كما ورد  في قوله صلى الله عليه وسلم :

"  ثم ينزل الله من السماء ماءً ( وفي رواية : كمني الرجال) فينبتون كما تنبت البقل (أي العشب) وليس في الإنسان شيء إلا يبلى إلا عظم واحد وهو عجب الذنب ومنه يركب الخلق يوم القيامة "أخرجه البخاري ومسلم ومالك في الموطأ وأبو داود والنسائي .

ثم تاتي الارواح  ( النفوس) والتي هي باقية خالدة عن بارئها في عالم البرزخ بعد ان فارقت اجساد اصحابها عند موتهم بأمر منه سبحانه وتعالى عند إنقضاء آجالهم في الحياة الدنيا , فتتزاوج هذه الارواح  وتدخل الاجساد والتابعة لها حصريا لقوله عز وجل ( وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ ) [التكوير :7]

 وبعد هذا التلاقي والتزاوج بين الارواح والاجساد التابعة لها فان البعث والنشور قد تحقق فاذا الناس جميعا قياما ينظرون ليوم الحساب . قال تعالى : (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاء اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُم قِيَامٌ يَنظُرُونَ) [ الزمر :68]

 ونختم بحثنا عن البعث والنشور وأحداثه كما وصفها الله عز وجل بقوله تعالى :

 (وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ ، يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ ، إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَإِلَيْنَا الْمَصِيرُ ، يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِرَاعًا ذَلِكَ حَشْرٌ عَلَيْنَا يَسِيرٌ ، نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ) [ ق : 41- 45]

اللهم ارحمنا في ذلك اليوم العصيب واجعلنا من الناجين  والفائزين ومن الذين تشملهم رحمتك وندخل جنتك ومن الذين قُلت بحقهم :

) يَا عِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلَا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ , الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ, ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ( [الزخرف : 68-70] صدق الله العظيم

 

 

أ.د. محمد جميل الحبال

استشاري الطب الباطني في مستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام

وباحث في الاعجاز العلمي والطبي في القرآن والسنة النبوية

E-mail : alhabbal45@yahoo.com

رقم الجوال : 00966503781079

 

 الدمام  - المملكة العربية السعودية

 الجمعة المبارك . 13 / ذو الحجة / 1428 هـ الموافق 21/ كانون الاول / 2007 م

 


 

الخلاصة والاستنباطات :

 

ان النتائج المستنبطة من هذه الابحاث والدراسات المذكورة تصب جميعا بصحة الاحاديث النبوية الشريفة عن عجب الذنب وانه :

1-    مكون اساس خلق منه الجنين في مراحله الاولى .

2-     وان عجب الذنب (او  قسما منه) لا يبلى .

3-     منه يركب الخلق يوم المعاد لاحتوائه على الخلايا الجذعية  .

 وربما سيكشف لنا العلم مستقبلا المزيد من النتائج التي تزيد في البرهنة على ذلك وهذا مايثبت لنا قطعيا الامور التالية :

 

1-   ان البعث والنشور حق كما جاء في القران الكريم " وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا [ الاسراء : 105]

2-  ان نبوة ورسالة الرسول صلى الله عليه وسلم حق ايضا لما ثبت من صدق حديثه "وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى , إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى" [النجم:3-4]

3-  سلامة وصدق المنهج للسلف الصالح في نقل الأحاديث النبوية الشريفة حتى وصلت إلينا كما اخبر عنها صلى الله عليه وسلم .

كما توصلنا من خلال هذا البحث واستعراض الايات الكريمات بخصوص البعث والنشور ان القران الكريم قد اهتم كثيرا بهذه الحقيقة الايمانية والتي وردت بصيغ بلاغية رائعة  وبيانية اعجازية متعددة , تكررت معظمها (وربما جميعها ) بشكل ثلاثي وسباعي له علاقة بحقائق علم الأجنة ومراحل خلق الانسان ، مما يضيف اعجازا رقميا الى هذه الحقيقة  ويوضح التوازن والتطابق بين القران والكون فالله عز وجل الذي انزل القران هو الذي خلق الكون والإنسان  لقوله عز وجل (قُلْ أَنزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا ) [الفرقان:6] .  فضلا عن  المؤشرات العلمية والطبية المذكورة ومن اهمها ان خلاياه الاساسية (الجذعية ) ممكن زرعها في جنين آخر لتكوين جنين جديد . وكذلك ان الورم الناشئ عنها يكون متعدد الأنسجةTeratoma  وكذلك مقاومته عجب الذنب للتلف وان خلاياه لا تبلى والمحفوظة فيه الى يوم يبعثون ! 

وهكذا اصبحت العلوم الطبية والحقائق العلمية توضح لنا البعث والنشور الذي هو من اركان الايمان الغيبية وكذلك أصبحت العلوم الكونية في خدمة العلوم الشرعية و اركان الايمان وفي هذا تعزيز لهذه الأركان وتصديق لقوله تعالى :

) وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ( [النمل : 93]

فالحمد لله رب العالمين !

 

 

 

 


 

اهم المصادر والمراجع :

1.     ابن كثير – تفسير القران العظيم – دار اليقين للنشر والتوزيع – المنصورة / مصر

(1423 هـ / 2002 م)  .

2.  عثمان جيلان – عجب الذنب اصل الانسان الذي لايبلى –http://www.55a.net/firas/arabic/?page=show_det&id=187&select_page=2 .

3.  مصطفى عبد المنعم – عجب الذنب اكتشافات جديدة – مجلة الاعجاز العلمي – (ص 4-8) ،  العدد (8) رمضان 1428 هـ .

4.     مصطفى مسلم – مباحث في التفسير الموضوعي – الطبعة الثانية – دار القلم – القاهرة

5.  محمد جميل الحبال – العلوم المعاصرة في خدمة الداعية الاسلامي–مكتبة  دار المنهاج القويم – دمشق/سوريا (1427 هـ / 2006 م )

6.  محمد جميل الحبال و وميض العمري – الطب في القران – دار النفائس –بيروت/ لبنان : الطبعة الثانية  (1425 هـ - 2004م)  .

7.     محمد سليمان الاشقر – زبدة التفسير من فتح القدير – وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية - الكويت ( 1405 هـ ) .

8.  محمد سعيد رمضان البوطي -  كبرى اليقينات الكونية – دار الفكر المعاصر – بيروت / لبنان  ودار الفكر – دمشق / سوريا – تصوير عن الطبعة الثامنة 1982 م (واعادة 1423 هـ - 2002 م ) .

9.    Baily snd Love's , Short Practice of Surgery – 24th edition , Arnold London (2004) .

10.        Keith Moore , The Development Human (Clinically Oriented Embryology ) with Islamic addition – 3rd edition , W.B . Sanuders Co. Philadephia and Dar Al-Qiblah – Jeddah (1983)  

 

 


 

[1] ابن كثير – تفسير القرآن العظيم – 3/ 707 .

[2] - مصطفى عبد المنعم – عجب الذنب اكتشافات جديدة – ص 4- 8 .

[3]-  محمد جميل الحبال و وميض العمري -  الطب في القرآن – تعزيز معاني واركان الايمان -  ص 30

[4] - محمد جميل الحبال – العلوم المعاصرة في خدمة الداعية الإسلامي – علم الاجنة -  ص  41  و ص 124.

[5] - محمد جميل الحبال – العلوم المعاصرة في خدمة الداعية الإسلامي- التوازن والتطابق بين القران والكون –

 ص -121 – 131 .

[6] - محمد سعيد رمضان البوطي – كبرى اليقينيات الكونية – الادلة على قيام الساعة -  ص 340 - 344

[7] محمد سليمان الاشقر – زبدة التفسير من فتح القدير – ص 55 .

[8] محمد جميل الحبال– العلوم المعاصرة في خدمة الداعية الاسلامي – الاستنباطات العلمية  والطبية من قصة اهل الكهف

ص 140 – 159 .

[9] مصطفى مسلم – مباحث في التفسير الموضوعي – ص 207 .

[10] - محمد سعيد رمضان البوطي – كبرى اليقينيات الكونية – كيفية حشر الاجساد وعودة ارواحها اليها - ص 345- 347 .

[11] - محمد جميل الحبال – العلوم المعاصرة في خدمة الداعية الاسلامي –  عجب الذنب مركز التخليق واعادة التركيب

ص 84 – 87 .

[12] - مصطفى عبد المنعم – عجب الذنب اكتشافات جديدة – مجلة الاعجاز العلمي – ص 4- 8 ( بتصرف)

[13] ملخص البحث الذي قدمه الدكتور عثمان جيلان في المؤتمر السابع للإعجاز العلمي في القرآن والسنة الذي عقد في دبي 2004م (واتصال شخصي) .